دراسة حديثة تكشف مفاجآت عن الساعة البيولوجية عند الرجال
نُشرت دراسة حديثة في مجلة Science Advances، أجراها باحثون من جامعة Penn State، كشفت عن نتائج غير متوقعة بشأن خصوبة الرجال والنساء.
وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن الساعة البيولوجية ترتبط فقط بالنساء، أظهرت الدراسة أن الرجال أيضًا يواجهون تراجعًا في الخصوبة مع التقدم في العمر.
الباحثون قاموا بتحليل الحمض النووي الميتوكوندري في بويضات نساء تتراوح أعمارهن بين 22 و42 عامًا، ووجدوا أن معدل الطفرات في هذا النوع من الحمض النووي ظل ثابتًا، ما يعني أن جودة البويضات لا تتدهور كما كان يُعتقد سابقًا.
في المقابل، أظهرت الدراسة أن الحيوانات المنوية لدى الرجال تتعرض لتراكم الطفرات الجينية مع مرور الوقت، ما يؤثر سلبًا على فرص الإنجاب وجودة الحمل.
هذه النتائج تُعيد النظر في المفهوم التقليدي للساعة البيولوجية، وتُبرز أهمية التركيز على الساعة البيولوجية عند الرجال أيضًا.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: كل إنسان يمتلك نوعًا مختلفًا من النوم يؤثر على صحته
هل تؤثر الساعة البيولوجية عند الرجال على صحة الأطفال؟
أوضحت نتائج الدراسة أن الساعة البيولوجية عند الرجال لا تؤثر فقط على الخصوبة، بل تمتد آثارها إلى صحة الأطفال. فكلما تقدم الرجل في العمر، زادت احتمالية حدوث طفرات في الحمض النووي للحيوانات المنوية، ما يؤدي إلى ارتفاع خطر الإجهاض، واضطرابات النمو العصبي مثل التوحد، والفصام، والوسواس القهري.
كما أظهرت الأبحاث أن الأطفال المولودين لآباء تجاوزوا سن الأربعين معرضون بشكل أكبر لمشكلات صحية مثل انخفاض الوزن عند الولادة، والتشوهات الخلقية، وصعوبات التعلم.
هذه النتائج تُعيد تشكيل فهمنا لتأثير العمر على الإنجاب، وتؤكد أن الساعة البيولوجية عند الرجال تُعد عاملاً مهمًا يجب أخذه بعين الاعتبار عند التخطيط لتكوين أسرة.
كيف يحافظ الرجال على خصوبتهم مع التقدم في العمر؟
مع تزايد الوعي بتأثير الساعة البيولوجية عند الرجال، ينصح الخبراء باتباع نمط حياة صحي للحفاظ على جودة الحيوانات المنوية. ويشمل ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، تناول غذاء متوازن، تجنب التدخين، والحصول على فحوصات دورية للخصوبة بعد سن الأربعين.
اقرأ أيضًا: مؤشرات أثناء النوم تكشف عن مشكلات قلبية ودماغية محتملة
كما يُوصى الأزواج الذين يخططون للإنجاب في سن متأخرة باللجوء إلى تقنيات التلقيح الصناعي، مع مراعاة الفحوصات الجينية لتقليل المخاطر المحتملة.
وتؤكد الدراسة أن فهم الساعة البيولوجية عند الرجال يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق توازن صحي في قرارات الإنجاب، بعيدًا عن التركيز الحصري على النساء. هذه النتائج تُسلط الضوء على ضرورة المساواة في التوعية الصحية بين الجنسين، خاصة فيما يتعلق بالخصوبة والإنجاب.
