دراسة حديثة: كل إنسان يمتلك نوعًا مختلفًا من النوم يؤثر على صحته
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة بلوس بيولوجي عن اكتشاف غير مسبوق، يوضح أن النوم لا ينقسم إلى مراحل تقليدية فقط كما كان يُعتقد، بل يمكن تصنيفه إلى خمسة أنواع مميزة لدى البشر، لكل منها نمط فريد من نشاط الدماغ وتأثيرات مختلفة على الصحة النفسية والسلوك، ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة للاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، من خلال فهم أعمق لطبيعة النوم الفردية لدى كل شخص.
ما هي أنواع النوم الخمسة؟
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 750 شخصًا ضمن مشروع علمي ضخم لدراسة الدماغ، وتم تحديد خمسة "أنماط للنوم" بناءً على مدة النوم، جودة الراحة، استخدام الأدوية، ومستويات النشاط العصبي.
النوم الضعيف عمومًا: يتميز بتدهور الصحة النفسية وارتباطه بالاكتئاب والقلق والتوتر.
النوم المقاوم: رغم وجود اضطرابات في النوم، لا يعاني أصحابه من مشاكل نفسية حادة أو صعوبات في التركيز.
النوم القصير: حيث تؤدي قلة ساعات النوم إلى انخفاض القدرات الإدراكية والأداء الذهني.
النوم المتقطع: يتضمن استيقاظًا متكررًا أثناء الليل وانخفاض جودة الراحة.
النوم المتوازن: وهو النمط الذي يجمع بين نوم كافٍ واستقرار نفسي ومعرفي أعلى.
اقرأ أيضًا: هل يمكن أن يكون النوم العميق دواءً طبيعيًا لحساسية الإنسولين لدى الرجال؟
العلاقة بين النوم والدماغ
أظهرت الدراسة أن كل نوع من أنواع النوم يرتبط بنشاط دماغي مميز يمكن رصده عبر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، فعلى سبيل المثال، أظهر الأشخاص الذين يعانون من النوم الضعيف زيادة في الاتصال العصبي بين مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والعواطف، وهو ما قد يفسر العلاقة بين اضطرابات النوم والمشاعر السلبية.
وتؤكد النتائج أن النوم ليس مجرد ساعات من الراحة، بل عملية عصبية معقدة تتفاعل مع الجينات والبيئة ونمط الحياة، لتؤثر بدورها على المزاج والطاقة والإنتاجية اليومية.
كيف يؤثر نوع النوم على صحتك؟
توضح الدراسة أن الأشخاص الذين ينتمون إلى نمط النوم الضعيف أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق، في حين يتمتع أصحاب النوم المتوازن بصحة نفسية وجسدية أفضل.
أما أصحاب النوم القصير فيعانون عادة من ضعف التركيز والإدراك، بينما يواجه أصحاب النوم المتقطع إجهادًا مزمنًا وصعوبة في التحكم بالعواطف، يقول الباحثون من جامعة كونكورديا في كندا إن هذا التصنيف الجديد سيساعد الأطباء على تخصيص العلاجات بناءً على "بروفايل النوم" لكل مريض، بدلًا من الاكتفاء بعلاجات موحّدة لا تراعي الفروق الفردية.
اقرأ أيضًا: مؤشرات أثناء النوم تكشف عن مشكلات قلبية ودماغية محتملة
وأضافت الباحثة فاليريا كيبيتس أن “النوم واحد من خمسة مجالات رئيسية تؤثر في الأداء البشري والصحة النفسية، لذا فإن فهم أنماطه بعمق يمثل نقلة نوعية في أبحاث الطب العصبي والسلوكي”.
يمثل هذا الاكتشاف تحوّلًا في فهم العلاقة بين النوم والصحة العقلية، ويؤكد أن النوم يتجاوز مدته أو انتظامه ليصبح مؤشرًا رئيسيًا على التوازن النفسي والجسدي، ويأمل العلماء أن يؤدي هذا التصنيف إلى تطوير اختبارات تشخيص دقيقة وعلاجات متقدمة تساهم في تحسين جودة النوم وحماية الدماغ من الاضطرابات المزمنة.
