دراسة جديدة تربط انبعاثات المواقد المنزلية بأزمات النوم وأمراض القلب
أظهرت دراسة جديدة أن المستويات المرتفعة من جسيمات PM10، الناتجة عن العوادم وعمليات الاحتراق، يمكن أن تفاقم أعراض اضطراب انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)، وهو مرض يسبب توقف التنفس بشكل متكرر أثناء النوم نتيجة ارتخاء عضلات اللسان والحنك الرخو وانسداد مجرى الهواء.
وتشمل الأعراض الشخير العالي، أصوات اللهاث أو الاختناق، والاستيقاظ المتكرر ليلاً، بينما يؤدي إلى إرهاق النهار، صعوبة التركيز، تقلبات مزاجية وصداع صباحي.
العلاقة بين التلوث وتوقف التنفس
أجرى الباحثون الإيطاليون الدراسة على 19,325 مريضًا يعانون من OSA في 14 دولة، وقاموا بتحليل مستويات PM10 في مناطق سكنهم.
وأظهرت النتائج أن كل وحدة زيادة في PM10 تترافق مع ارتفاع مؤشر Apnea-Hypopnea Index (AHI)، الذي يقيس عدد توقف التنفس الكامل والجزئي لكل ساعة نوم، ما يزيد من شدة الحالة.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج إلى معرفته عن العلاج بالضوء الأحمر وكيفية تطبيقه بأمان
وتفاوتت مستويات PM10 حسب شدة OSA، إذ سجل المرضى ذوو الحالات الأقل (AHI < 5) متوسط 16 ميكروغرام/م³، بينما سجل المصابون بالحالات الأعلى (AHI ≥ 5) متوسط 19 ميكروغرام/م³.
وقد سبق ربط PM10 بارتفاع ضغط الدم، النوبات القلبية، السكتات الدماغية، وحتى الوفاة المبكرة.
وأكد البروفيسور مارتينو بنغو من جامعة بيكوكّا أن تأثير الجسيمات قد يبدو محدودًا على الأفراد، لكنه يصبح مهمًا على مستوى السكان، لأنه قد ينقل عددًا كبيرًا من الأشخاص إلى فئات شديدة الخطورة، ما يجعل القضية ذات أهمية كبيرة للصحة العامة.
وأشارت الدراسة إلى اختلاف قوة العلاقة بين المدن، مع تسجيل أعلى تأثير في لشبونة، باريس، وأثينا، وهو ما قد يعكس الاختلافات المناخية ونوع التلوث ونظم الكشف الطبي.
أضرار مواقد الحطب الصحية
كشفت بيانات وزارة البيئة البريطانية لعام 2024 أن استخدام مواقد الحطب في المنازل ساهم بنسبة 22% من الجسيمات الأكثر ضررًا مقارنة بـ18% من الطرق، مع زيادة الانبعاثات منذ 2012 نتيجة الانتشار الكبير لهذه المواقد.
وأظهرت دراسة أخرى في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي أن انبعاثات مواقد الحطب تؤدي إلى تدهور وظيفة الرئة بطريقة مشابهة للتدخين.
اقرأ أيضًا: المؤشر الصامت الذي يكشف صحة قلبك: لماذا تحليل Lp(a) ضروري للرجال؟
وأوضحت الدكتورة لورا هورسفول من جامعة كوليدج لندن أن الجسيمات الدقيقة تتسبب في التهابات الأنسجة الرئوية، وتحتوي على مواد مسرطنة، مضيفة أن الانبعاثات تضاعفت منذ 2009 مع تزايد شعبية المواقد المنزلية، رغم الترويج لها كخيار صديق للبيئة.
وخلصت الدراسة إلى أن تلوث الهواء الناتج عن مواقد الحطب يشكل خطرًا خفيًا على الصحة العامة، ويؤثر مباشرة على جودة النوم وصحة القلب، ما يسلط الضوء على ضرورة معالجة هذه المشكلة من خلال سياسات بيئية أفضل وتحسين التهوية وتقليل الاعتماد على الوقود الصلب في المنازل.
