هل يساعد الانبهار على تعزيز الوحدة والانتماء؟ دراسة علمية تقدم الإجابة
كشفت دراسة جديدة أن الشعور بالانبهار يمكن أن يعزز الاندماج النفسي مع الجماعات الاجتماعية، مثل المجتمعات المحلية أو الجامعات أو حتى الدول.
وتقدم الدراسة التي نُشرت في مجلة Emotion دليلًا على أن الشعور بالانبهار لا يقتصر على تقليص الشعور بالذات، بل قد يجعل الهوية الشخصية تتماشى مع الأهداف الجماعية، مما يحفز التعاون والعمل المشترك.
تأثير الانبهار على العلاقات الاجتماعية
وأوضح الباحثون أن الانبهار هو شعور يُختبر عادة عندما يواجه الأفراد أشياء ضخمة أو صعبة الفهم، مثل رؤية السماء المرصعة بالنجوم، الاستماع إلى خطاب قوي، أو مشاهدة جبل شامخ.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الانبهار يمكن أن يقلل من التركيز على الذات وتعزز التواضع، ولكن الاهتمام المتزايد هو كيف يمكن للانبهار أيضًا التأثير على العلاقات الاجتماعية.
وركز الباحثون في هذه الدراسة على مفهوم "الاندماج النفسي"، وهو حالة نفسية يشعر فيها الأفراد بتداخل عميق بين هويتهم الشخصية وهويتهم الجماعية.
وقد تم ربط هذا النوع من الاتصال الاجتماعي بسلوكيات مثل التضحية بالنفس من أجل المجموعة والولاء المستمر.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، جي يونغ سونغ، طالبة الدكتوراه في مختبر الأخلاقيات السلوكية والعاطفة والمعنى في جامعة ملبورن: "لطالما كنت مفتونة بكيفية استخدام المجموعات للمشاهد التي تثير الانبهار لخلق شعور قوي بالوحدة. رغم أن هذه الوظيفة الاجتماعية للانبهار كانت مفترضة منذ فترة طويلة، إلا أن الآلية النفسية الدقيقة لم تكن واضحة تمامًا".
اقرأ أيضًا: دراسة أوروبية تكشف تأثير الرياضة على متلازمة ما بعد كوفيد
وأجرى الفريق البحثي خمس دراسات شملت أكثر من 1100 مشارك، في الدراستين الأولتين، قاموا بمراجعة الاتجاهات الطبيعية لدى الأشخاص في اختبار الانبهار وارتباطها بالشعور بالاندماج النفسي مع هويتهم الوطنية.
وفي الدراسات الثلاث التالية، استخدموا تصميمات تجريبية لاختبار ما إذا كان الانبهار يمكن أن يؤدي إلى زيادة مشاعر الاندماج النفسي.
في الدراسة الأولى، أتم المشاركون استبيانات لقياس ميلهم لتجربة الانبهار في الحياة اليومية، وشاركوا في مقياس لقياس مستوى الاندماج النفسي مع مجتمعاتهم.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من تجارب انبهار أكثر تكرارًا، كانوا يعبرون عن شعور أقوى بالاندماج النفسي مع هويتهم الوطنية، حتى بعد أخذ آراء الطبقات الاجتماعية بعين الاعتبار.
تجارب طلاب الجامعات والانبهار
الدراسة الثانية تكررت مع طلاب في الجامعات، ووجد الباحثون نفس النمط من النتائج، حيث كان الأفراد الذين يشعرون بالانبهار بشكل متكرر يظهرون ارتباطًا أعمق مع هويتهم الوطنية، حتى بعد تعديل العوامل الأخرى مثل الفخر أو السعادة.
ثم انتقل الباحثون إلى الطرق التجريبية في الدراسة الثالثة، حيث طُلب من الطلاب تذكر تجربة مثيرة للانبهار أو حدثًا طريفًا.
بعد ذلك، أكملوا نفس المقياس لقياس الاندماج النفسي مع هويتهم الوطنية، وأولئك الذين تذكروا تجارب مثيرة للانبهار أظهروا مستوى أعلى من الاندماج النفسي مقارنةً بالذين تذكروا أحداثًا طريفة.
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر الحمية الكيتونية على الاكتئاب والذاكرة؟ دراسة حديثة تكشف الفاعلية
في الدراسة الرابعة، اختبر الباحثون ما إذا كانت التأثيرات نفسها ستتكرر في العينة الأولى، وما إذا كانت تمتد إلى الانتماءات الجماعية المختلفة.
وأظهرت النتائج أن الشعور بالانبهار كان مرتبطًا أيضًا بمشاعر أقوى من الاندماج النفسي مع الجامعة، مما عزز استعداد المشاركين للمشاركة في أعمال دفاعية عن جامعتهم.
أما الدراسة الأخيرة، فقد استخدمت الواقع الافتراضي لتحفيز الانبهار، حيث شاهد المشاركون تجربة غمرية تحت الماء مع هجرة قناديل البحر، وأظهرت النتائج أن الانبهار أد إلى تعزيز الاندماج النفسي مع وطنهم.
وقد أشارت الدراسات إلى أن الانبهار يساهم في تعزيز مشاعر الاندماج النفسي مع الجماعات الاجتماعية، من خلال تقليل التركيز على الذات وزيادة الإحساس بالانتماء إلى شيء أكبر.
