هل يؤثر طعامك على شخصيتك؟ دراسات حديثة تكشف الرابط المدهش
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature، أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالأطعمة المعالجة، والفقيرة من الخضروات والفواكه، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف، القلق، واضطرابات النوم.
الدراسة، التي استندت إلى بيانات أكثر من 160 ألف مشارك على مدار عشر سنوات، أظهرت أن الأنظمة الغذائية المضادة للالتهاب، مثل النظام المتوسطي، ترتبط بتحسن في صحة الدماغ وتقليل المخاطر النفسية.
هذه النتائج تفتح الباب أمام فهم أوسع لتأثير التغذية على الوظائف العصبية والانفعالية، وتؤكد أن ما نأكله قد يتجاوز تأثيره حدود الصحة الجسدية ليطال الشخصية والسلوك.
الشخصية تؤثر على نمط التغذية.. والغذاء يعيد تشكيل المزاج والانفعالات
تتقاطع نتائج الدراسة الأخيرة مع مراجعة علمية نُشرت عام 2021 في مجلة Advances in Nutrition، والتي بيّنت أن سمات الشخصية تلعب دورًا في اختيار النظام الغذائي.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: تأثير تغير المناخ على السمنة وزيادة استهلاك السكر
الأشخاص الأكثر تنظيمًا وضميرية يميلون إلى تناول طعام صحي، بينما العصابيون وهم الأكثر عرضة للتقلبات المزاجية يتجهون نحو الأكل العاطفي والسكريات.
لكن العلاقة لا تسير في اتجاه واحد؛ فالغذاء نفسه يعيد تشكيل المزاج والانفعالات، ففي دراسة أخرى نُشرت في Brain, Behavior, and Immunity أظهرت أن انخفاض مستويات الالتهاب يرتبط بتحسن الأداء المعرفي لدى الأشخاص المنفتحين والفضوليين، بينما ارتبط ارتفاعه بضعف التفكير لدى من يعانون من العصابية.
و هذه النتائج تشير إلى أن الالتهاب قد يكون الوسيط البيولوجي الذي يربط بين التغذية والسمات النفسية.
ميكروبيوم الأمعاء يكشف العلاقة الخفية بين الطعام والسلوك الشخصي
الربط بين التغذية والسلوك لا يقتصر على الدماغ فقط، بل يمتد إلى الأمعاء، ففي دراسات منشورة في Human Microbiome Journal عام 2020، ومجلة Nature عام 2021، كشفت أن تنوع البكتيريا المعوية يرتبط بسمات مثل الفضول والانفتاح الاجتماعي، بينما يرتبط انخفاض التنوع بالقلق والتوتر.
اقرأ أيضًا: دراسة صادمة تحذر من العيش بجوار ملاعب الغولف.. فما السبب؟
وقد أظهرت تجارب على الفئران أن نقل ميكروبات من فئران قلقة إلى أخرى ،جعل الأخيرة تتصرف بقلق أيضًا، ما يشير إلى أن نواتج هذه الميكروبات قد تؤثر على المزاج والسلوك.
هذه النتائج، إلى جانب الدراسات السابقة، ترسم خريطة متكاملة، تُظهر أن التغذية تؤثر على الدماغ، والدماغ يتفاعل مع الأمعاء، وكلها تتشابك لتعيد تشكيل الشخصية بمرور الوقت.
