كيف تؤثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية على الشيخوخة البيولوجية؟ دراسة تكشف التفاصيل
كشفت دراسة جديدة أن الشيخوخة البيولوجية (وهي الشيخوخة التي تحدث على مستوى الخلايا والأعضاء)، قد تكون عاملاً رئيسيًا في التدهور المعرفي في منتصف العمر، وخاصة بين الأشخاص الذين نشأوا في بيئات اجتماعية واقتصادية فقيرة.
الدراسة المنشورة في مجلة Aging، والتي أجراها فريق من الباحثين بقيادة صوفي بيل، طالبة دكتوراه في علم النفس بجامعة فرجينيا، وإريك تركهايمر، أستاذ علم النفس في نفس الجامعة، وكريستوفر بيم، أستاذ مساعد في علم النفس وعلم الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا، تناولت العلاقة بين تسارع الشيخوخة البيولوجية والتدهور المعرفي عبر مراحل الحياة.
وقد تم استخدام مؤشرات Epigenetics لقياس الشيخوخة البيولوجية في الدراسة، والتي تعتمد على تحليل أنماط الميثيلين في الحمض النووي، وتُستخدم هذه الأنماط لتقدير مدى سرعة الشيخوخة البيولوجية مقارنة بالعمر الزمني، كما تم القياس باستخدام عينات من الدم أيضًا.
وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين أظهروا علامات على الشيخوخة البيولوجية السريعة، شهدوا انخفاضًا أكبر في مستوى الذكاء من مرحلة الطفولة حتى منتصف العمر.
اقرأ أيضًا: دراسة: علامات الشيخوخة تظهر أسرع في الفضاء!
كيف تؤثر البيئة على الشيخوخة؟
وجدت الدراسة أن هذا الارتباط بين تسارع الشيخوخة البيولوجية وفقدان الإدراك، كان أكثر وضوحًا بين الأشخاص الذين نشأوا في بيئات ذات دخل منخفض، حيث أظهر التوائم الذين نشأوا في أسر فقيرة تسارعًا في الشيخوخة البيولوجية وارتباطًا أكبر بتدهور الإدراك في مرحلة منتصف العمر، ما يشير إلى أن الضغوط البيئية المبكرة قد تزيد من تأثير الشيخوخة البيولوجية على صحة الدماغ.
من بين أدوات القياس المستخدمة في الدراسة كان هناك "Epigenetic Clock"، التي تعتمد على الميثيلين في الحمض النووي لقياس السرعة التي يشيخ بها الجسم، وقد أظهرت الدراسة أن Epigenetic Clock من الجيل الثاني، كانت أكثر قدرة على التنبؤ بتدهور الإدراك في منتصف العمر.
كما أن نتائج الدراسة أكدت على أن العوامل البيئية المبكرة تلعب دورًا كبيرًا في تسريع الشيخوخة البيولوجية، حيث لوحظ أن التدخين كان مرتبطًا بتسارع الشيخوخة البيولوجية وزيادة التدهور الإدراكي في هذه الفئة.
وعلى الرغم من نجاح الدراسة في تسليط الضوء على العلاقة بين الشيخوخة البيولوجية وفقدان الإدراك، إلا أن الباحثين أشاروا إلى بعض القيود، مثل التركيز على العوامل الاقتصادية والاجتماعية خلال الطفولة فقط، وعدم تضمين بيانات حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي في مرحلة البلوغ، ومن المهم أيضًا أن تشمل الدراسات المستقبلية عينات أكبر وأكثر تنوعًا لدراسة التأثيرات على نطاق أوسع.
تُظهر هذه الدراسة كيف يمكن أن تساعد أدوات مثل Epigenetic Clock في فهم التدهور الإدراكي في منتصف العمر، وتبرز الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لاستكشاف كيف يمكن للبيئة المبكرة والتدخلات المستهدفة أن تساعد في تقليل تأثيرات الشيخوخة البيولوجية على صحة الدماغ.
