دراسة جديدة تربط بين تأجيل التقاعد والشيخوخة الصحية
أظهرت دراسة جديدة أن السر الحقيقي للسعادة بعد التقاعد عند الرجال قد يكمن في عدم التوقف عن العمل. فبينما يُفترض أن كبار السن يتطلعون للراحة بعد سنوات طويلة من الخدمة، أشار الباحثون إلى أن الاستمرار في العمل بعد سن التقاعد يمنح الرجال مستويات أعلى من الرضا عن الحياة والرفاهية العاطفية، مقارنة بمن ينهون مسيرتهم الوظيفية.
اعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 5,000 رجل وامرأة تجاوزوا سن التقاعد القانوني، وهو 62 عامًا للنساء و67 عامًا للرجال.
وشملت الدراسة مؤشرات للرضا عن الحياة والصحة النفسية، إلى جانب العوامل المؤثرة في قرار مواصلة العمل.
وتبين أن الرجال الذين ظلوا يعملون بدوام كامل بعد التقاعد أبدوا مستويات أعلى من السعادة، بغض النظر عن طبيعة وظائفهم.
أما النساء، فارتبط ارتفاع الرضا لديهن فقط بمواصلة العمل في وظائف مرموقة وذات أجور مرتفعة.
اقرأ أيضًا: هل يرفع كورونا خطر الخرف؟ دراسة تربط بين الفيروس وتسارع الشيخوخة الوعائية
تأثير العمل على هوية الرجال
الباحثون من جامعة حيفا أوضحوا أن الاختلاف يعود جزئيًا إلى الأدوار التقليدية للجنسين، حيث يشكل العمل عنصرًا محوريًا في هوية الرجال ومصدرًا أساسيًا لتقدير الذات، بينما لدى النساء أدوار اجتماعية وأسرية متعددة توفر لهن مصادر بديلة للمعنى والرضا.
الدراسة المنشورة في Journal of Happiness Studies أكدت أيضًا أن تأجيل التقاعد قد يساهم في تعزيز الشيخوخة الصحية من خلال الفوائد المالية والاجتماعية والنفسية للعمل.
وفي السياق ذاته، يرى خبراء أن أنظمة التقاعد بحاجة إلى إعادة تفكير. ففي المملكة المتحدة، يُصرف المعاش الحكومي عند سن 66 عامًا، مع خطة لرفعه إلى 67 قريبًا.
اقرأ أيضًا: دراسة علمية تكشف عن تأثير الفول السوداني في إبطاء الشيخوخة
الدكتور مالتِه ياوخ من جامعة إسكس دعا إلى سياسات أكثر مرونة، تقضي بمنح الأفراد إمكانية الحصول على بعض وقت التقاعد مبكرًا، سواء لرعاية الأسرة أو لممارسة الهوايات، بدلًا من الانتظار إلى عمر متأخر قد لا تسمح فيه الصحة بالاستمتاع الكامل بالحياة.
وأكد ياوخ أن مستقبل السياسات يجب أن يمنح الأفراد توازنًا بين العمل والحياة، بحيث لا يكون التقاعد فرصة مؤجلة قد تضيع بسبب ظروف غير متوقعة.
