هل يرفع كورونا خطر الخرف؟ دراسة تربط بين الفيروس وتسارع الشيخوخة الوعائية
أظهرت دراسة حديثة نشرت في المجلة الأوروبية لأمراض القلب، أن الإصابة بفيروس كورونا -حتى في حالتها الخفيفة- يمكن أن تؤدي إلى ما يعرف بـ"شيخوخة الأوعية الدموية" بمعدل يصل إلى خمس سنوات، وهو ما يرفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب، السكتات الدماغية والخرف.
وشملت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة باريس سيتي، بمشاركة 2,390 شخصاً من 16 دولة، فحص مرونة الشرايين باستخدام جهاز يقيس سرعة موجة النبض بين الشريان السباتي والفخذي.
هل تسبب كورونا الخرف؟
النتائج أظهرت أن النساء تحديداً أكثر عرضة لزيادة تصل إلى 0.55 متر في الثانية بعد إصابة خفيفة، وهي زيادة اعتبرت سريرياً معادلة لخمس سنوات من الشيخوخة الوعائية.
اقرأ أيضًا: دراسة تحذر: تلوث الهواء مرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالخرف بنسبة 17%
وأكدت رئيسة الفريق البحثي، البروفسورة روزا ماريا برونو، أن الفيروس قد يتسبب في هذا الخلل، عبر تفاعله مع مستقبلات ACE2 في بطانة الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ضعف وظيفتها وتسريع شيخوختها.
وأضافت أن الاستجابات المناعية والالتهابات الناتجة عن العدوى قد تكون عاملاً إضافياً في تسريع هذا التدهور.
كما بيّنت النتائج أن الأشخاص المطعّمين ضد كورونا أظهروا مرونة أفضل في الشرايين مقارنة بغير المطعّمين، حيث بدا أن آثار الشيخوخة الوعائية لديهم أقل حدة وأكثر استقراراً على المدى الطويل.
أسباب حديثة للخرف
ومن جانبه، أوضح الدكتور بهنود بيكدلي من كلية الطب بجامعة هارفارد، في تعليق على الدراسة، أن التحدي الجديد بعد انحسار الجائحة يتمثل في "متلازمة ما بعد كورونا"، حيث تستمر الأعراض لفترة طويلة بعد العدوى.
اقرأ أيضًا: دراسة : جين شائع يرفع خطر الخرف لدى الرجال دون النساء
وأشار إلى أن النتائج تفتح الباب أمام تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية تستهدف الشيخوخة الوعائية.
ورغم خطورة النتائج، يرى الباحثون أن هذا النوع من الشيخوخة يمكن التخفيف منه عبر تعديلات نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة واتباع أنظمة غذائية صحية، إلى جانب الأدوية الخافضة للضغط والكوليسترول.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: تمارين المقاومة تقلّل خطر الخرف وتحسّن الذاكرة
وتعتزم الفرق البحثية متابعة المشاركين على مدى سنوات، لتحديد مدى ارتباط هذه الظاهرة بزيادة خطر الأزمات القلبية والسكتات الدماغية على المدى البعيد.
