دراسة تكشف: تمارين المقاومة تقلّل خطر الخرف وتحسّن الذاكرة

كشفت دراسة علمية حديثة أن تمارين المقاومة، مثل رفع الأثقال، قد تساهم في الحد من خطر الإصابة بالخرف، بل وقد تحسّن الوظائف الإدراكية لدى من يعانون ضعفًا طفيفًا في الذاكرة.
تأتي هذه النتائج في وقت يزداد فيه القلق العالمي من انتشار مرض الخرف، والذي يُصيب أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، وفقًا لجمعية الزهايمر.
اقرأ أيضًا: متى يصبح صداع التمارين الرياضية مؤشرًا لمشكلة صحية؟
العلاقة بين القوة العضلية وصحة الدماغ
أجرى فريق من الباحثين بقيادة الدكتورة إيزادورا ريبيرو تجربة، شملت 44 مشاركًا فوق سن الخامسة والخمسين، جميعهم شُخّصوا بحالة من التدهور الإدراكي الطفيف.
وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى مارست تمارين المقاومة مرتين أسبوعيًا، بحدة متوسطة إلى عالية لمدة 24 أسبوعًا، فيما لم تمارس المجموعة الأخرى أي نشاط بدني.
وأوضحت "ريبيرو" أن "زيادة القوة العضلية ترتبط بتحسّن في الوظائف الإدراكية وانخفاض احتمالات الإصابة بالخرف"، مما دفع فريقها إلى دراسة أثر هذه التمارين على تركيبة الدماغ ووظائفه لدى كبار السن.
تحسّن الذاكرة اللفظية والوظائف الدماغية
بنهاية فترة الدراسة التي امتدت لستة أشهر، أظهرت مجموعة تمارين المقاومة نتائج إيجابية على مستوى الذاكرة العرضية اللفظية، وهي النوع المرتبط بتذكر التجارب الشخصية.
كما رصد الباحثون تحسنًا في عدد من الخلايا العصبية ومناطق الدماغ، التي تتأثر عادة بالتدهور المعرفي، وفي المقابل، لم تُسجّل المجموعة غير النشطة أي تحسّن، بل واصلت بعض مؤشرات الوظائف الدماغية التراجع.
اقرأ أيضًا: تمارين الألوية تحت المجهر.. جيف نيبارد يكشف التمارين الأعلى فاعلية
ورغم صغر حجم العينة، اعتبرت "ريبيرو" أن النتائج مشجعة للغاية، مؤكدة أن "تحسّن المؤشرات الإدراكية لدى عدد من المشاركين يُعد مؤشرًا واعدًا لإمكانية اعتماد تمارين المقاومة كوسيلة وقائية".
هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام مزيد من الدراسات، التي قد تؤكد دور التمارين البدنية في حماية العقل مع التقدّم في العمر، خاصة في غياب علاج نهائي للخرف حتى اليوم.