دراسة تكشف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالعواطف الرومانسية باستخدام إشارات الدماغ
في دراسة جديدة، طور باحثون نموذجًا باستخدام تعلم الآلة للتنبؤ بالعواطف الرومانسية مثل الجذب والرفض استنادًا إلى إشارات الدماغ.
ووفقًا للباحثين، فإن الدراسة التي نُشرت في Computers in Biology and Medicine أظهرت أن النموذج حقق دقة متوسطة إلى عالية في التنبؤ بالعواطف الرومانسية ضمن سيناريو مشابه لتطبيقات المواعدة.
تأثير الدماغ على الاختيار العاطفي
واستخدم الباحثون تقنية تخطيط أمواج الدماغ (EEG) لتحليل الاستجابات العصبية للمشاركين عند مشاهدة صور خيالية لأشخاص.
وتعتبر العواطف الرومانسية جزءًا مهمًا من العلاقات الإنسانية، وهي مرتبطة بالحميمية والتواصل العاطفي الذي يعزز من الاستقرار الاجتماعي والسعادة الشخصية.
وفي المجتمعات الحديثة، تغيرت طرق التعرف على الشركاء المحتملين بشكل كبير، حيث أصبحت تطبيقات المواعدة وسيلة رئيسية للتواصل، مما يوفر فرصًا لتوسيع الشبكات الاجتماعية بعيدًا عن الدوائر التقليدية للأصدقاء والعمل. ومع ذلك، فإن هذه التطبيقات قد تؤدي أحيانًا إلى إصدار أحكام سطحية أو إنشاء توقعات غير واقعية.
في هذه الدراسة، قام الباحثون، دور زازون ونير نيسيم، بدراسة ما إذا كان يمكن استخدام تعلم الآلة لتحليل العواطف الرومانسية بناءً على استجابات الدماغ للأشخاص الذين يظهرون على تطبيقات المواعدة.
واستخدم الباحثون 61 مشاركًا من طلاب جامعة بن غوريون في النقب، تتراوح أعمارهم بين 23 و32 عامًا، بما في ذلك 31 امرأة. تم عرض 200 صورة مجانية لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا، بينما كانت أنشطة دماغ المشاركين تسجل باستخدام تقنية EEG.
وبعد مشاهدة الصورة، طُلب من المشاركين الإشارة إلى ما إذا كانوا يجدون الشخص جذابًا أم لا.
وفي تجربة تالية، تم إخبار المشاركين بأن صورة ملفهم الشخصي تم إرسالها إلى أشخاص آخرين للحصول على تعليقات، وتم عرض صور الأشخاص الذين وجدهم المشاركون جذابين مع ردود تشير إلى ما إذا كان هذا الشخص معجبًا بهم في المقابل.
على الرغم من أن هذه التعليقات كانت مزيفة، فإن الهدف كان محاكاة ردود الفعل الطبيعية للتفاعل مع التطبيق.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف علاقة ذكريات الحياة السابقة بالصحة النفسية
علاقة إشارات الدماغ بالمشاعر
وتم استخدام عدة نماذج تعلم آلة لتحديد العواطف الرومانسية للمشاركين. وكانت النتائج مثيرة، حيث أظهرت النماذج أفضل دقة في التنبؤ بالرفض العاطفي (81.3%) مقارنة بالجذب العاطفي الأولي (71.3%).
كما أظهرت النتائج أن النماذج كانت أكثر دقة في التنبؤ باستجابات المشاركين المتطلبين (الذين يبدون اختيارات دقيقة) مقارنة بالذين كانوا أقل انتقاءً في خياراتهم، مما يشير إلى أن الأفراد المتطلبين قد يظهرون إشارات دماغية أقوى وأكثر تميزًا مرتبطة بتفضيلاتهم الرومانسية.
وفي تعليق على الدراسة، قال الباحثون: "من خلال تحليل إشارات الدماغ باستخدام EEG، يمكننا التنبؤ بتصرفات المستخدمين على تطبيقات المواعدة، مثل ما إذا كانوا سيختارون الشخص أم لا، وبالتالي تقديم رؤى حول مشاعر المستخدمين، بما في ذلك ما إذا كانوا يجدون شخصًا جذابًا جسديًا أو يشعرون بمشاعر سلبية مرتبطة بالرفض".
على الرغم من الأهمية العلمية لهذا البحث، أشار الباحثون إلى أن الدراسة كانت على مجموعة صغيرة من الطلاب واستخدمت صور ثابتة للأشخاص. في حين أن ملفات تطبيقات المواعدة الحقيقية تحتوي عادة على معلومات أكثر من مجرد صورة.
كما أن الناس عادةً ما يستخدمون تطبيقات المواعدة عندما يكونون نشطين في محاولة للتواصل مع شركاء محتملين، وهو ما قد لا يكون هو الحال مع جميع المشاركين في هذه الدراسة. لذلك، قد لا تُنتج الدراسات التي تركز على الأفراد الذين يبحثون بنشاط عن شريك رومانسي نفس النتائج.
