دراسة تكشف علاقة ذكريات الحياة السابقة بالصحة النفسية
كشفت دراسة حديثة عن نتائج مثيرة تتعلق بالأشخاص الذين يدّعون تذكرهم لحيواتهم السابقة. أظهرت الدراسة أن البالغين الذين يزعمون أنهم يتذكرون تجارب حياتية سابقة يعانون من مستويات أعلى من أعراض الصحة النفسية مثل القلق واضطراب ما بعد الصدمة مقارنة مع غيرهم من الأشخاص في نفس الفئة العمرية.
ولكن في نفس الوقت، لوحظ أن هؤلاء الأفراد يتمتعون بمستوى عالٍ من الروحانية، مما يظهر ارتباطًا مع زيادة في السعادة وتقليل في أعراض الضغوط النفسية.
وتعد هذه الدراسة المنشورة في مجلة "The International Journal for the Psychology of Religion"،واحدة من أولى الدراسات التي تقوم بتحقيقات واسعة النطاق في تأثيرات الذكريات السابقة على الصحة النفسية والروحانية للبالغين.
وقد أثارت هذه النتائج العديد من الأسئلة حول كيفية تأثير هذه التجارب في ثقافات مختلفة، وكيفية فهمها ودعمها، خصوصًا في المجتمعات التي تحظى فيها المعتقدات الروحية بانتشار واسع.
العلاقة بين التذكر والاضطرابات النفسية؟
على الرغم من أن الأبحاث المتعلقة بالأطفال الذين يزعمون تذكرهم لحيواتهم السابقة قد حظيت بالكثير من الاهتمام على مر السنين، فإن تجارب البالغين الذين يزعمون نفس الشيء كانت أقل دراسة.
في وقت سابق، وثق الطبيب النفسي إيان ستيفنسون في القرن العشرين شهادات من أطفال في دول مختلفة، حيث تحدث الأطفال عن أسماء وأماكن وأسباب وفاة من يعتقدون أنهم كانوا هؤلاء الأشخاص في حياتهم السابقة.
ومع ذلك، ما زالت التجارب والآثار النفسية للبالغين الذين يدّعون هذه الذكريات غير مفهومة إلى حد كبير.
وفي محاولة للإجابة على هذه الأسئلة، أطلق فريق البحث في الدراسة استبيانًا عبر الإنترنت بين عامي 2019 و2021، استهدف البالغين الذين يعتقدون أنهم شهدوا ذكريات لحياتهم السابقة.
شارك في الدراسة 402 شخصًا تم سؤالهم عن تفاصيل ذكرياتهم الماضية بالإضافة إلى معلومات عن صحتهم النفسية ومعتقداتهم الروحية ومستويات سعادتهم.
اقرأ أيضًا: ما "العمر السحري" لمنع إدمان السوشيال ميديا؟ دراسة تكشف
ووجد الباحثون أن الذكريات كانت غالبًا تظهر بشكل تلقائي، بدون تدخل من تقنيات مثل التنويم المغناطيسي أو العلاج.
وظهرت الذكريات لأول مرة في سن حوالي 20 عامًا، مع بعض المشاركين الذين أشاروا إلى أنهم شهدوا هذه الذكريات منذ الطفولة.
كانت هذه الذكريات مليئة بالتفاصيل مثل المشاعر والأصوات وحتى الروائح، بالإضافة إلى تصوير المواقف العنيفة أو الصدمات العاطفية.
كما أظهرت الدراسة ارتباطًا بين الذكريات السابقة وبعض الأعراض النفسية الشائعة، مثل القلق و الاكتئاب.
حيث أشار حوالي 46% من المشاركين إلى أنهم يعانون من أعراض قلق أو اكتئاب، و39% يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
كما كانت الفوبيا أو المخاوف الغريبة التي ظهرت في الطفولة من أبرز العوامل المؤثرة على الصحة النفسية في مرحلة البلوغ، حيث ارتبطت هذه المخاوف بزيادة كبيرة في الأعراض النفسية.
