ما "العمر السحري" لمنع إدمان السوشيال ميديا؟ دراسة تكشف
أظهرت دراسة جديدة أن تدخل الوالدين في وقت مبكر من عمر الطفل يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي خلال سنوات المراهقة.
وبحسب النتائج، فإن فرض القواعد والقيود على استخدام الإنترنت قبل بلوغ الطفل سن 12 عامًا يقلل من خطر الانغماس المفرط في التطبيقات الرقمية لاحقًا.
أما إذا تأخر هذا التدخل إلى ما بعد هذا العمر، فإن فعاليته تنخفض بشكل كبير، بل قد تأتي بنتائج عكسية عند محاولة فرض القيود في سن 15 أو 16.
وتشير الإحصاءات السابقة إلى أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي بات ظاهرة واسعة الانتشار بين المراهقين في بريطانيا. فقد أظهر استطلاع أجراه باحثون من جامعة كامبريدج عام 2024 وشمل 19 ألف مراهق، أن 57% من الفتيات و37% من الفتيان يعترفون بشعورهم بأنهم مدمنون على التصفح المستمر. هذه النسب تعكس خطورة الظاهرة، خصوصًا مع ارتباطها بمضاعفات نفسية وعصبية متعددة.
وأكدت دراسات تصوير الدماغ أن الإدمان الرقمي في مرحلة المراهقة يمكن أن يؤثر سلبًا على مناطق حيوية مسؤولة عن ضبط النفس، والمرونة في التفكير، والذاكرة، وحل المشكلات.
هذه التأثيرات قد تجعل المراهقين أكثر عرضة لتراجع القدرات المعرفية والانفعالية على المدى الطويل.
إدمان الإنترنت عند المراهقين
الدراسة الأحدث، التي أجراها فريق من جامعة أوتريخت الهولندية وشملت 315 مراهقًا وذويهم، سعت إلى رصد علاقة توقيت التدخل الأسري بخطر الإدمان.
وأظهرت النتائج التي نشرت في مجلة أبحاث الإنترنت الطبية أن المراهقين الذين بدأ أهاليهم بفرض قواعد استخدام الإنترنت قبل سن 12، كانوا أقل عرضة لتطوير أنماط استخدام مرضية.
اقرأ أيضًا: الجيل Z يثق بالسوشيال ميديا كثيرًا في قراراته المالية
لكن بين سن 12 و15، لم يكن لتلك القواعد أثر واضح في تقليل معدلات الإدمان. أما بعد سن 15، فقد تبين أن التشديد المفاجئ على استخدام الإنترنت أدى إلى زيادة الخطر، نتيجة نزعة المراهقين للتمرد ورغبتهم في الاستقلالية.
ذكر الباحثون أن "قواعد الوالدين أكثر فاعلية في منع تشكّل أنماط الاستخدام غير الصحي منذ البداية، لكنها أقل تأثيرًا إذا كان السلوك الإدماني قد ترسخ بالفعل".
وأضافوا أن محاولة التدخل بعد سن 16 قد تؤدي إلى نتائج عكسية، بسبب ازدياد حاجة المراهق إلى الاستقلال واتخاذ القرارات بنفسه.
تشدد الدراسة على أن الوقاية من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تبدأ من المنزل في السنوات الأولى، عبر وضع قواعد واضحة منذ الصغر وتعزيز الحوار بين الأهل والأبناء. فالتدخل المبكر لا يحمي فقط من الاعتياد السلبي على التصفح المستمر، بل يسهم أيضًا في تعزيز التوازن بين الحياة الرقمية والواقعية، وهو ما يُعد أساسًا لنمو صحي نفسيًا واجتماعيًا.
