العيش ببساطة يرفع السعادة ويقلل الاستهلاك.. دراسة تكشف السر
أشارت دراسة جديدة إلى أن العيش ببساطة، من خلال تقليل الاستهلاك المادي والتركيز على العلاقات الإنسانية والمشاركة المجتمعية، يرتبط بشكل وثيق بارتفاع مستويات السعادة والشعور بالمعنى في الحياة.
استندت الدراسة التي نُشرت في Journal of Macromarketing إلى عينة بحثية شاملة مكوّنة من 1643 شخصًا، مثّلت مختلف الفئات السكانية في نيوزيلندا، بما في ذلك التنوع في الأعمار، والجنس، والدخل، والتعليم، والانتماء العرقي.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين يتبنون أسلوب حياة بسيطًا طوعًا يبلّغون عن مستويات أعلى من الرضا النفسي والشعور بالهدف.
فوائد أسلوب الحياة البسيط
أوضح الباحثان روبرت إيتكن وليا واتكنز من جامعة أوتاغو أن الأثر الإيجابي للبساطة لم يكن مجرد نتيجة للإنفاق الأقل أو تقليل المشتريات، بل كان مرتبطًا بالأنشطة التي تُمارس عوضًا عن ذلك.
فالمشاركة في حدائق مجتمعية، وتبادل الموارد، أو الإسهام في أنشطة تعاونية عززت مشاعر الانتماء والحرية والغاية الشخصية.
وأكد الباحثان: "المفاجأة أن ما يصنع الفارق هو الروابط المجتمعية التي تنشأ من هذا النمط".
تشير الأرقام العالمية إلى أن الاستهلاك المفرط يزداد بوتيرة مقلقة. فقد ارتفع الاستهلاك العالمي للمواد بنسبة 66% بين عامي 2000 و2019، ليصل إلى 95.1 مليار طن متري، وهو ما يضع الأنظمة البيئية تحت ضغط متزايد.
وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن ارتفاع الدخل والاستهلاك يجلب السعادة، فإن الدراسة أوضحت أن تأثير ذلك محدود للغاية بعد تلبية الاحتياجات الأساسية، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى زيادة التوتر.
اقرأ أيضًا: هل يمكن لطعامك أن يحمي لثتك؟ دراسة جديدة تجيب
ارتباط البساطة بحماية البيئة
كما وجدت الدراسة أن أثر العيش ببساطة كان أوضح بين النساء مقارنة بالرجال، بينما لم يظهر العمر أو مستوى الدخل تأثيرًا ملحوظًا، باستثناء ميل طفيف يشير إلى استفادة أكبر بين الفئات الأكبر سنًا والأقل دخلًا.
وأظهرت النتائج أن الرضا كان أكثر ارتباطًا بالإنجاز والانخراط المجتمعي، بينما كان أضعف عند قياس الصحة أو الأمان المالي.
وخلص الباحثون إلى أن العيش ببساطة لا يحقق فقط رفاهية شخصية، بل يسهم في حماية البيئة عبر تقليل استنزاف الموارد وخفض البصمة الكربونية.
وأكدوا أن تسويق هذا النمط باعتباره خيارًا جذابًا قد يشجع على تبني ممارسات أكثر استدامة، خاصة إذا ارتبط بخطاب إيجابي يُظهر فوائده بدلاً من التركيز على سلبيات الاستهلاك المفرط.
