هل يمكن لطعامك أن يحمي لثتك؟ دراسة جديدة تجيب
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية كينغز كوليدج لندن، أن الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي، الذي يعتمد على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وزيت الزيتون مع تقليل اللحوم الحمراء، يرتبط بانخفاض ملحوظ في مشاكل اللثة.
الدراسة التي شملت نحو 200 مشارك أظهرت أن الأشخاص الذين ابتعدوا عن النظام النباتي الغني بالألياف، واتجهوا إلى تناول كميات أكبر من اللحوم الحمراء، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة المزمنة.
نتائج الدراسة وأثرها الطبي
الدراسة التي نشرت في Journal of Periodontology، أوضحت أن ما يقارب 45% من البالغين يعانون من أمراض اللثة بدرجات متفاوتة، وهي حالة قد تتطور إلى فقدان الأسنان عند إهمال العلاج.
وأشار الباحث جوزيبي مايناس من كلية كينغز كوليدج، إلى أن العلاقة بين شدة أمراض اللثة والنظام الغذائي مرتبطة بمستويات الالتهاب في الجسم.
اقرأ أيضًا: اكتشاف علمي: التمرين اليومي يعيد برمجة دماغك بطريقة مذهلة
كما أكد البروفيسور لويجي نيبيلي، أن الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي يعزز من صحة الفم واللثة، بفضل غناه بالمغذيات التي تقلل من الالتهابات.
الباحثون لاحظوا أن مؤشرات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي "CRP" وإنترلوكين-6 كانت مرتفعة لدى من تناولوا اللحوم الحمراء بشكل مفرط، في حين انخفضت هذه المؤشرات عند من اعتمدوا على الخضروات والبقوليات ومنتجات الألبان وزيت الزيتون.
ارتباط أمراض اللثة بمشكلات صحية أوسع
أمراض اللثة، المعروفة أيضًا بالتهاب دواعم السن، لا تقتصر آثارها على الفم فقط، بل ترتبط كذلك بمشكلات صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكري والسرطان وحتى الولادات المبكرة.
فالتهابات اللثة المزمنة تضعف العظام والأنسجة الداعمة للأسنان، ما يؤدي إلى تخلخلها وفقدانها، كما أن تراكم البلاك وتحوّله إلى جير صلب لا يمكن إزالته إلا عند الطبيب يفاقم هذه المشكلة.
اقرأ أيضًا: بين حلم الطول والمخاطر: عملية تطويل الساقين هل تستحق الألم؟
الخبراء شددوا على أن النتائج رغم أهميتها يجب تفسيرها بحذر، وأن هناك حاجة لدراسات أوسع تضم عينات أكبر ومعلومات أكثر تفصيلاً عن نوعية الغذاء والسعرات الحرارية.
ومع ذلك، فإن النتائج تعزز فكرة أن النظام الغذائي المتوسطي ليس فقط وسيلة للوقاية من أمراض القلب والسمنة، بل أداة فعالة للحفاظ على صحة الفم واللثة على المدى الطويل.
