النظام الكيتوني والتمارين الرياضية: بين الفوائد والمخاطر المحتملة
تشهد منصات التواصل الاجتماعي تزايدًا ملحوظًا في الاهتمام بأساليب اللياقة البدنية المختلفة، من تحديات التيك توك إلى الحميات الغذائية الرائجة، أبرزها النظام "الكيتوني" Ketogenic Diet، الذي يعد الرياضيين بتحسين الأداء وزيادة القدرة على التدريب لفترات أطول.
ووفقًا لما ذكره موقع GQ، فإن هذا النظام، الذي نال شهرة قبل نحو عشر سنوات بفضل رفع استهلاك البروتين وتقليل الكربوهيدرات، لا يزال يثير جدل الخبراء، خصوصًا فيما يتعلق بقدرة الرياضيين على التحمل والأداء العالي.
وأظهرت الدراسات أن الجسم يعتمد عادةً على الجلوكوز كمصدر أساسي للطاقة، إلا أنه عند انخفاض الكربوهيدرات بشكل شديد، كما يحدث أثناء الصيام الطويل، ينتقل الجسم إلى حالة تُعرف باسم الكيتوزيس.
وفي هذه الحالة، يتحول الجسم إلى حرق الدهون بدل الكربوهيدرات للحصول على الطاقة. وتوضح أليانا كوكس، مالكة صالة كلوب كيو في فيتزروفيا بالمملكة المتحدة: "الكيتوزيس هو أداة بقاء تعود إلى أيام الإنسان البدائي، ويمكن تحفيزه من خلال النظام الغذائي أو التمارين الرياضية. كما توجد مكملات كيتونية تُدخل الكيتونات مباشرة إلى الدم لمحاكاة الحالة دون الحاجة لتقليل الكربوهيدرات".
اقرأ أيضًا: دراسة تحذر: الالتزام طويل المدى بحمية الكيتو يهدد القلب والكبد
فوائد النظام الكيتوني للأداء والتحمل
من الناحية العملية، قد يساعد النظام الكيتوني على تحسين التحمل عبر توفير مصدر طاقة ثابت من الدهون المخزنة، كما أشارت دراسة نُشرت في مجلة Cell Metabolism حول قدرة الجسم على حرق الدهون أثناء التمارين الطويلة. وتضيف كوكس: "تخزين الجليكوجين محدود بينما مخزون الدهون أكبر بكثير، ما قد يؤخر التعب ويسمح بأداء أطول".
لكن الأداء العالي يظل محدودًا، حيث تشير الدراسات إلى أن الاعتماد على الدهون كمصدر أساسي للطاقة قد يقلل من الفعالية في التمارين القصيرة أو المكثفة، مثل الركض السريع أو رفع الأثقال. حتى الرياضيون الذين تأقلموا على النظام الكيتوني أظهروا كفاءة أقل عند تجاوز نحو 70٪ من "في أو تو ماكس" VO2max.
يعتبر النظام الكيتوني مفيدًا لفقدان الوزن على المدى القصير، إذ يقلل الشهية ويزيد تناول البروتين الذي يحافظ على الكتلة العضلية.
وأظهرت دراسة 2016 أن المشاركين في النظام الكيتوني فقدوا ثلاثة أضعاف الدهون الحشوية مقارنة بالمجموعات منخفضة السعرات، مع الحفاظ على العضلات والعظام.
ومع ذلك، صعوبة الالتزام طويل المدى قد تؤدي إلى استعادة الوزن بمجرد العودة للنظام الغذائي المعتاد، كما أن نقص الألياف والفيتامينات يسبب إرهاقًا ومشاكل هضمية.
يتحقق الكيتوزيس عادةً عبر النظام الكيتوني الصارم، الذي يقلل الكربوهيدرات إلى حوالي 5٪ من السعرات اليومية، مع اعتماد أكثر من 60٪ على الدهون والباقي بروتينًا. قد يستغرق الجسم يومين إلى أربعة أيام للانتقال إلى حالة الكيتوزيس، ويمكن للتمارين الطويلة أن تحفز العملية مؤقتًا، لكنها تزول عند استهلاك الكربوهيدرات مجددًا.
