دراسة تكشف دور التستوستيرون في الصحة النفسية
كشفت دراسة حديثة عن دور هرمون التستوستيرون في الصحة النفسية، حيث ارتبطت مستويات الهرمون المنخفضة والمرتفعة بزيادة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة PTSD، بينما ارتبطت المستويات المتوسطة بأقل الأعراض.
وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة Translational Psychiatry أن هذه النتائج تنطبق على كل من الرجال والنساء، مما يسلط الضوء على أهمية التوازن الهرموني في الحد من مشكلات الصحة النفسية المرتبطة بالتوتر.
تأثير التستوستيرون على الجسم
ويُعد هرمون التستوستيرون من العناصر الأساسية للجسم، حيث يؤثر على الصفات الجسدية مثل الكتلة العضلية والتطور الجنسي لدى الرجال، لكنه يمتد تأثيره أيضًا إلى وظائف الدماغ وتنظيم العواطف لدى كلا الجنسين.
وتشير الدراسات إلى أن التستوستيرون يؤثر على نظام الغدة النخامية، والوطاء، والغدة الكظرية، ويعتبر المسؤول عن تنظيم استجابة الجسم للتوتر عبر إفراز هرمونات مثل الكورتيزول .
اقرأ أيضًا: ماذا يحدث لصحة الرجال عند استبدال اللحوم بالبقوليات؟ دراسة تجيب
بالتالي، يمكن لمستوى التستوستيرون أن يحدّد قدرة الجسم على التعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية.
ولمعالجة الفجوات البحثية السابقة التي اقتصرت على عينات صغيرة أو على العسكريين فقط، استخدم الباحثون عينة كبيرة من المدنيين تضم كلاً من الرجال والنساء، مع دراسة العلاقة بين التستوستيرون ومؤشر كتلة الجسم BMI وتأثيره على أعراض PTSD.
وقال المؤلف "لارامي دانكان"، أستاذ مساعد بجامعة ستانفورد: "نعلم من الأبحاث السابقة أن الهرمونات الطبيعية – بما في ذلك التستوستيرون والإستروجين تؤثر على خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب PTSD والقلق. استخدمنا بيانات أكثر من 100,000 مشارك للإجابة بشكل أكثر دقة على علاقة التستوستيرون بالأعراض النفسية".
واستخدم الفريق بيانات من UK Biobank، والتي تحتوي على معلومات جينية وصحية ونمط حياة لنصف مليون بالغ في المملكة المتحدة، مع التركيز على 130,471 مشاركًا لديهم قياسات التستوستيرون واستبيان الصحة النفسية لعام 2016.
وقد تم استبعاد الأشخاص ذوي مستويات التستوستيرون الشاذة لضمان دقة التحليل.
مستويات التستوستيرون المنخفضة والاضطرابات
واستخدمت الدراسة ثلاثة مقاييس للتستوستيرون:
- التستوستيرون الكلي.
- التستوستيرون الحر المحسوب .
- مؤشر الأندروجين الحر .
وأظهرت النتائج أن العلاقة تتبع منحنى على شكل حرف U، حيث أظهر الأفراد ذوو مستويات التستوستيرون المتوسطة أقل أعراض PTSD، بينما سجل أصحاب المستويات المنخفضة أو المرتفعة أعلى الأعراض. وقد استمرت هذه النتيجة بعد ضبط المتغيرات الأخرى مثل العمر وBMI.
وأضافت الباحثة "هان يانغ شين": "تبين أن التستوستيرون المرتفع لا يعني تحسن الصحة النفسية، بل المستويات المنخفضة قد تشكل مصدر قلق للأعراض النفسية".
اقرأ أيضًا: أبحاث جديدة تنسف المعتقد الشائع: هل النساء يشعرن بالألم أكثر من الرجال؟
كما أظهرت الدراسة أن العلاقة بين التستوستيرون وPTSD كانت أقوى لدى الأشخاص ذوي BMI مرتفع، أي أصحاب الوزن الزائد أو السمنة، مما يشير إلى أن الوزن قد يزيد من تأثير المستويات غير الطبيعية للتستوستيرون على الصحة النفسية.
وأكدت الدراسة أيضًا أن هذه العلاقة لم تقتصر على PTSD، إذ أظهرت التحليلات الثانوية تشابهًا مع أعراض القلق والاكتئاب.
ومع ذلك، حذر الباحثون من استخلاص استنتاجات سببية مباشرة، حيث تم قياس التستوستيرون قبل عدة سنوات من تقييم الأعراض، وبالتالي لا يمكن التأكيد ما إذا كانت المستويات الهرمونية تتنبأ بتطور الأعراض أم تعكس الحالة النفسية الحالية.
