دراسة جديدة تكشف انخفاض فعالية لقاحات كوفيد mRNA بعد 9 أشهر
أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من جامعة ناغويا Nagoya University اليابانية، أن فعالية لقاحات كوفيد، خصوصًا جرعات mRNA من Pfizer (فايزر) وModerna (مودرنا)، تتراجع بسرعة لدى نحو نصف المتلقين، رغم مساهمتها الفعلية في منع الإصابات الشديدة.
تحليل بيانات الأجسام المضادة لأكثر من 2,500 بالغ في محافظة فوكوشيما بين أبريل 2021 ونوفمبر 2022 كشف أن المشاركين الذين فقدوا جزءًا كبيرًا من المناعة خلال تسعة أشهر ارتفعت لديهم معدلات الإصابة بنسبة 15% تقريبًا مقارنة بالمستجيبين الدائمين.
مدى استمرار المناعة بعد الجرعة المعززة
قسم الباحثون المشاركين إلى أربع مجموعات وفق استجابتهم المناعية بعد الجرعة المعززة:
- المستجيبون الدائمون: حافظوا على مستويات عالية من الأجسام المضادة لفترة طويلة.
- المتراجعون السريعون: بدأوا بمستوى قوي ثم انخفضت الأجسام المضادة بسرعة (19%).
- المستجيبون الضعفاء: إنتاج قليل للأجسام المضادة وسرعة في التراجع (28%).
- المستجيبون المتوسطون: مستويات معتدلة وثابتة نسبيًا.
ويشير التحليل إلى أن المجموعتين الأخيرتين، أي نصف المشاركين، فقدوا حماية كبيرة خلال تسعة أشهر فقط، ما يعكس محدودية فعالية لقاحات كوفيد على المدى المتوسط لدى بعض الفئات.
اقرأ أيضًا: دراسة: ضربات الرأس في كرة القدم مرتبطة بتغيرات دقيقة في الدماغ
الباحثون أوضحوا أن فرق معدلات الإصابة بين المجموعات كان "معتدلاً"، حيث سجل 5.2% إصابة لدى المستجيبين الدائمين، مقابل 6% لدى المتراجعين والضعفاء، مع ارتفاع نسبة المصابين إلى 50% بعد ستة أشهر من الجرعة المعززة.
الحاجة لاستراتيجيات تطعيم فردية ومتابعة علمية
أكدت الدراسة أن "المجموعتين لم تتمكنا من الحفاظ على مستويات الأجسام المضادة عند تركيز مرتفع لفترة طويلة بعد تلقي الجرعة المعززة"، ما يزيد من احتمالية تعرضهما للعدوى.
وشدد الباحثون على أهمية دراسة منح جرعات إضافية أو علاجات بالأجسام المضادة، مع تقييم أثرها على الأفراد الأكثر عرضة لانخفاض المناعة بسرعة.
ومع استمرار إعطاء أكثر من 13.6 مليار جرعة حول العالم، تشير الدراسة إلى أن فعالية لقاحات كوفيد ليست ثابتة للجميع، ويجب تطوير استراتيجيات فردية لتعزيز الحماية.
اقرأ أيضًا: أبحاث جديدة تنسف المعتقد الشائع: هل النساء يشعرن بالألم أكثر من الرجال؟
كما ربط بعض الباحثين ما يُعرف بـ"متلازمة ما بعد التطعيم" باللقاحات من نوع mRNA، وتشمل أعراض ضبابية الدماغ، الدوار، طنين الأذن، وصعوبة ممارسة الرياضة، مع تغييرات بيولوجية محتملة، مثل بروتينات فيروسية متبقية قد تنشط فيروس Epstein–Barr الكامن.
وخلصت الدراسة إلى أن هذه النتائج لا تزال أولية وتحتاج لمراجعة علمية أوسع، لكنها تسلط الضوء على ضرورة إعادة تقييم برامج التطعيم المستقبلية لتعزيز فعالية لقاحات كوفيد بشكل مستدام، خصوصًا لدى الفئات المعرضة لانخفاض المناعة سريعًا.
