أبحاث جديدة تنسف المعتقد الشائع: هل النساء يشعرن بالألم أكثر من الرجال؟
كشفت أبحاث علمية جديدة عن نتائج قد تفاجئ كثيرين؛ إذ تبيّن أن النساء أكثر حساسية للألم من الرجال، في تناقض واضح مع الاعتقاد السائد بأن قدرتهن على تحمّل آلام الولادة والدورة الشهرية تمنحهن مقاومة أعلى للأوجاع.
ووفقًا لما نشرته صحيفة Washington Post، فإن الدراسات الممتدة على مدى عقود تكشف أن الفروق بين الجنسين لا تتعلق فقط بدرجة الإحساس بالألم، بل تشمل أيضًا الآليات البيولوجية المسؤولة عن معالجته داخل الجسم.
اقرأ أيضًا: هل تؤثر حقن إنقاص الوزن على التذوق؟ دراسة تكشف
فقد أكد البروفيسور جيفري موغيل، من جامعة ماكغيل، أن كل المستويات المرتبطة بالألم — من الإحساس الأولي وحتى إدراكه في الدماغ — تُظهر فروقًا واضحة بين النساء والرجال.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الاختلافات تشمل دوائر الدماغ العصبية، والخلايا المناعية، وحتى مستقبلات الألم في الجلد والعضلات والأعضاء الداخلية، وقد وجدت دراسات أن النساء يعانين أمراضًا مرتبطة بالألم المزمن، مثل الصداع النصفي والتهاب المفاصل الليفي، بمعدلات أعلى من الرجال.
اختلاف الصداع النصفي بين الجنسين
مع بداية البلوغ، حيث تحدث تغيّرات كبيرة في الهرمونات الجنسية، تظهر الفروق في نسب الإصابة بالألم، على سبيل المثال، تزداد حالات الصداع النصفي لدى النساء بعد سن المراهقة لتتجاوز الضعف مقارنة بالرجال.
كما أظهرت دراسات تصوير الدماغ أن منطقة Subgenual Anterior Cingulate Cortex المسؤولة عن تنظيم الألم تعمل بطرق مختلفة لدى الجنسين، وهو ما يفسر التباين في شدة الأعراض والاستجابة للعلاج.
وتتضح أهمية هذه النتائج في تطوير علاجات دقيقة ومصممة للجنسين، فقد اكتشف العلماء مثلًا أن بروتين CGRP يثير نوبات الصداع النصفي لدى النساء دون الرجال، ما دفع إلى ابتكار أدوية مخصّصة للنساء أثبتت فعاليتها الكبيرة.
اقرأ أيضًا: هل تؤثر سمات ADHD على قراراتك المالية الرقمية؟ دراسة حديثة تجيب
ويؤكد الخبراء أن تجاهل الفروق بين الجنسين في التجارب السريرية السابقة كان سببًا في ضعف فاعلية بعض العلاجات، فيما يشير الأطباء إلى أن النساء أكثر عرضة لتجارب طبية لا تؤخذ فيها شكاواهن بجدية.
لذلك ينصح المتخصصون بضرورة تدوين الأعراض بدقة، والتحدث بصراحة مع الأطباء، واصطحاب شخص موثوق خلال الاستشارات الطبية.
كما يُشدد الخبراء على أهمية البحث عن الطبيب المناسب، وعدم التردد في تغييره عند الشعور بالإهمال أو عدم الإنصات.
