اكتشاف علمي: التمرين اليومي يعيد برمجة دماغك بطريقة مذهلة
أكدت دراسة علمية جديدة أن ممارسة الرياضة، خاصةً التمارين الشاقة، لا تفيد الجسم فقط، بل تُحدث تأثيرات ملموسة على الدماغ من خلال رفع مستويات جزيء يُعرف باسم BDNF (عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ Brain-Derived Neurotrophic Factor). هذا الجزيء مسؤول عن دعم نمو الخلايا العصبية وبقائها ووظائفها.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Frontiers in Cellular Neuroscience، فإن ضخ مادة اللاكتات مباشرة في الوريد يمكن أن يُحفز إفراز pro-BDNF، وهو الشكل الأولي من هرمون BDNF.
وبهذا، يمكن تقليد بعض فوائد التمارين الشاقة دون الحاجة إلى أدائها فعليًا – على الأقل من الناحية البيوكيميائية.
أجرى الباحثون تجربة شملت 12 متطوعًا أصحاء، تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، تلقوا ضخًا وريديًا لمادة لاكتات الصوديوم لمدة ساعة بعد صيام، بينما خضع آخرون لضخ محلول ملحي. تم جمع عينات دم وخزعات عضلية في مراحل متعددة، بهدف قياس مستويات اللاكتات وBDNF ومكوناته.
العلاجات المستقبلية لتحفيز الدماغ
خلال ضخ اللاكتات، ارتفعت مستوياته في الدم إلى مستويات تقارب تلك التي تُلاحظ بعد التمرين عالي الكثافة. الأهم أن مستويات pro-BDNF زادت بعد 15 دقيقة من نهاية الضخ، وبقيت مرتفعة لساعتين بعد ذلك. أما في الأنسجة العضلية، فلم يُلاحظ تغير في مستوى BDNF أو شكله الناضج mBDNF.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير البرودة والإرهاق الذهني على الأداء الرياضي.. ما الخطر؟
ويشير ذلك إلى أن اللاكتات كافٍ لتحفيز استجابة فسيولوجية في الدماغ، دون تأثير مباشر على العضلات، مما يفتح الباب أمام علاجات محتملة مستقبلاً لتحفيز الدماغ في حالات لا تسمح فيها الحالة الصحية بممارسة التمارين المكثفة.
ورغم هذه النتائج المثيرة، حذّر الباحثون من اعتبار ضخ اللاكتات بديلاً فعليًا للرياضة. وقال الدكتور ماركوس موبيرج، المؤلف الرئيس للدراسة من المدرسة السويدية للرياضة والعلوم الصحية: "نوصي بالتمارين عالية الكثافة عدة مرات أسبوعيًا، لما لها من تأثيرات مباشرة على الدماغ عبر رفع مستويات BDNF".
وأشار إلى أن هذه الدراسة تمهد الطريق لاستخدام اللاكتات في وصفات علاجية مخصصة لتحسين صحة الدماغ، خاصةً في البيئات السريرية. وأضاف أن اللاكتات قد يمتلك خصائص تشبه الهرمونات، وهو ما يتطلب مزيدًا من البحث لفهم آلياته الدقيقة في الجسم.
