كيف تؤثر قلة الدعم الاجتماعي على نوم الموظفين وإنتاجيتهم؟ دراسة تجيب
أكدت دراسة حديثة أن قلة الدعم الاجتماعي في مكان العمل ترتبط بزيادة واضحة في خطر الإصابة بالأرق لدى الموظفين، حيث يصل هذا الخطر إلى 1.5 مرة مقارنة بالعاملين الذين يحصلون على دعم اجتماعي مرتفع.
وتشير الدراسة إلى أن هذا النقص في الدعم لا يؤثر على جودة النوم فقط، بل يمتد ليشمل الرضا الوظيفي والصحة النفسية العامة، مما يجعل بيئة العمل أكثر إجهادًا وضغطًا على العاملين.
العلاقة بين العمل والصحة النفسية
في 22 سبتمبر، أعلن فريق بحث بقيادة البروفيسور يون جينه من قسم الطب الوقائي في مستشفى سيفيرانس عن نتائج تحليله لعلاقة مستوى الدعم الاجتماعي في مكان العمل بانتشار الأرق.
وقد اعتمد البحث على بيانات 19,394 موظفًا وموظفة (9,046 رجلاً و10,348 امرأة) شاركوا في "استطلاع ظروف العمل السادس" الذي أجرته معهد كوريا لسلامة وصحة العمل.
اعتمد الفريق في قياس مستوى الدعم الاجتماعي على عدة معايير رئيسة، من بينها احترام المشرفين والزملاء للموظف، تقديم الملاحظات البناءة والمفيدة المتعلقة بالعمل، والاستعداد للاستماع إلى مخاوف الموظف المتعلقة بمهامه اليومية.
وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: دعم اجتماعي مرتفع ودعم اجتماعي منخفض، لتقييم الفارق في انتشار الأرق بين المجموعتين.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير الصدمات النفسية الحادة على تطور الوسواس القهري
تأثير الجنس على الأرق
أظهرت النتائج أن الموظفين ضمن مجموعة الدعم الاجتماعي المنخفض وعددهم 3,148 شخصًا، بلغت نسبة المصابين بالأرق بينهم 12.3%.
بينما كانت النسبة في مجموعة الدعم الاجتماعي المرتفع البالغ عددهم 16,224 شخصًا حوالي 6.2%، أي نصف المعدل تقريبًا. وسجل الباحثون إجمالي 1,391 حالة أرق بين جميع المشاركين بنسبة 7.2%.
وبعد تعديل الدراسة لمراعاة العوامل الخارجية المحتملة مثل العمر، الدخل، ساعات العمل، التدخين، بقيت الفروق واضحة، حيث أظهرت النتائج أن الموظفين الذين يحصلون على قلة الدعم الاجتماعي معرضون لخطر الأرق بنسبة 1.47 مرة أعلى من نظرائهم في المجموعة المرتفعة الدعم.
وعند تحليل البيانات حسب الجنس، تبين أن الرجال أكثر عرضة بنسبة 1.71 مرة، في حين بلغت النسبة لدى النساء 1.34 مرة.
وأشار فريق البحث إلى أن انتشار الأرق كان أعلى بشكل ملحوظ لدى الرجال والنساء عند انخفاض مستوى الدعم الاجتماعي في مكان العمل.
وأضاف الباحثون: "عندما يكون الرضا الوظيفي منخفضًا، فإن خطر الأرق يتضاعف، لذلك من الضروري اتخاذ التدابير لتعزيز الدعم الاجتماعي ورفع مستوى الرضا الوظيفي من خلال برامج تدريبية، متابعة دقيقة، وتطوير ثقافة مكان العمل بما يضمن احترام جميع الموظفين وتقديم الدعم اللازم لهم".
وأبرزت الدراسة أن قلة الدعم الاجتماعي تؤدي إلى شعور الموظفين بالعزلة أو عدم التقدير، وهو ما قد يفاقم التوتر النفسي ويؤثر على التركيز والإنتاجية، مما يجعل تعزيز بيئة العمل الصحية أمرًا ضروريًا لمؤسسات العمل الراغبة في الحفاظ على كفاءتها وصحة موظفيها على المدى الطويل.
