دراسة تكشف تأثير الصدمات النفسية الحادة على تطور الوسواس القهري
أظهرت دراسة نشرت في مجلة Psychotherapy and Psychosomatics أن التعرض لصدمة نفسية حادة، يمكن أن يؤدي إلى ظهور اضطراب الوسواس القهري لأول مرة أو تفاقم الأعراض الموجودة مسبقًا.
وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين واجهوا صدمات مباشرة كانوا أكثر عرضة لتطوير أعراض الوسواس القهري بمعدل يقارب ستة أضعاف مقارنة بالأفراد الذين تعرضوا لتأثيرات غير مباشرة.
وقد ضمت الدراسة 132 مشاركًا بالغًا تم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين لضمان المقارنة الدقيقة وفق العمر والجنس والخلفية الاجتماعية والاقتصادية، مع التركيز على مستوى التعرض للحدث الصادم.
وقد أشار الباحثون إلى أن الصدمات النفسية الحادة لا تؤثر على ظهور أعراض اضطراب الوسواس القهري فقط، بل قد تؤدي إلى تفاقم أعراض موجودة مسبقًا.
وتؤكد نتائج الدراسة، أن الصدمات قد تعمل كمحفز قوي للوسواس القهري، خصوصًا عندما تكون مرتبطة بتجارب مباشرة للتهديد أو الخطر.
قياس الأعراض وتطورها بعد التعرض للصدمة
لقياس الأعراض، أكمل المشاركون سلسلة من الاستبيانات، بما في ذلك قائمة تقييم اضطراب الوسواس القهري المعدلة، مرتين: الأولى لتقييم الأعراض خلال الشهر السابق للصدمة، والثانية لتقييم الأعراض بعد أربعة إلى ستة أشهر من الحدث.
أظهرت النتائج أن درجات الأعراض كانت منخفضة ومتساوية قبل الصدمة، لكنها ارتفعت بشكل ملحوظ لدى المشاركين الذين تعرضوا مباشرة، بينما ارتفعت قليلاً لدى المجموعة الأخرى.
كما بيّنت الدراسة أن نحو 24% من المشاركين المباشرين ظهرت لديهم أعراض جديدة للوسواس القهري بعد الصدمة، وكانت التحقق القهري من أبرز هذه الأعراض الجديدة.
وأفاد الباحثون أن الصدمة المباشرة أدت إلى تفاقم الأعراض لدى الأفراد الذين كانوا يعانون من الوسواس القهري مسبقًا، ما يؤكد العلاقة المباشرة بين التعرض للصدمة وحدوث تغيرات ملحوظة في الصحة النفسية.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير البرودة والإرهاق الذهني على الأداء الرياضي.. ما الخطر؟
الصدمة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة
أظهرت الدراسة أيضًا أن شدة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة كانت مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بزيادة احتمالية ظهور أعراض الوسواس القهري. ويشير ذلك إلى أن الصدمات النفسية الحادة، التي تسبب أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، قد تعمل كمحفز قوي لظهور الوسواس القهري أو تفاقم الأعراض القائمة.
وأكد الباحثون على أهمية مراقبة أعراض الوسواس القهري جنبًا إلى جنب مع اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأفراد الذين تعرضوا للصدمة المباشرة، لتقديم الدعم النفسي والعلاجي المناسب.
كما أوضحت الدراسة أن التعرف المبكر على هذه الأعراض يمثل خطوة أساسية لمساعدة الأفراد على التعامل مع آثار الصدمة النفسية بشكل أفضل، والحد من تفاقم الحالات الصحية النفسية الناتجة عن الأحداث الصادمة.
ويؤكد البحث أن مراقبة الأعراض النفسية بعد التعرض للصدمة تعتبر عنصرًا حاسمًا لتقديم العلاج والدعم المبكر، سواء للأعراض الجديدة أو لتفاقم الأعراض القائمة.
