هل فشلت ميتا في حماية المراهقين على إنستغرام؟.. دراسة تجيب
في وقت تتزايد فيه الضغوط على شركات التكنولوجيا لحماية المستخدمين القُصّر، كشف تقرير جديد صادر عن جماعات معنية بسلامة الأطفال، وأكده باحثون من جامعة نورث إيسترن، أن العديد من ميزات الأمان التي أعلنت عنها شركة ميتا لحماية المراهقين على منصة إنستغرام إما غير فعالة أو غير موجودة أصلًا.
أضرار إنستغرام على الأطفال والمراهقين
التقرير، الذي حمل عنوان "حسابات المراهقين، وعود مكسورة"، قام بتحليل 47 ميزة أمان أعلنت عنها ميتا خلال أكثر من عقد.
وكانت النتيجة صادمة: فقط 8 ميزات اعتُبرت فعالة تمامًا، بينما وُصفت البقية بأنها "معيبة"، "غير فعالة إلى حد كبير"، أو "لم تعد متوفرة".
ومن أبرز ما كشفه التقرير:
- سهولة التحايل على أدوات حظر مصطلحات البحث المتعلقة بإيذاء النفس.
- فشل مرشحات الرسائل في منع التنمر، حتى عند استخدام العبارات التي روجت لها ميتا في بياناتها الصحفية.
- عدم تفعيل ميزة إعادة توجيه المراهقين بعيدًا عن المحتوى الضار، رغم الإعلان عنها سابقًا.
وفي المقابل، أشار التقرير إلى أن بعض الميزات تعمل كما هو معلن، مثل "وضع الهدوء" الذي يعطّل الإشعارات ليلًا، وميزة موافقة الوالدين على تغييرات إعدادات الحساب.
أُعدّ التقرير من قبل مؤسستين أسسهما آباء فقدوا أبناءهم نتيجة التعرض لمحتوى ضار على منصات التواصل الاجتماعي: "مؤسسة مولي روز" في المملكة المتحدة، و"آباء من أجل مساحات آمنة على الإنترنت" في الولايات المتحدة.
وقد استند التقرير إلى سيناريوهات اختبار واقعية، ما يمنحه مصداقية إضافية.
اقرأ أيضًا: إنستغرام يتخطى 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا
ميتا تكشف حقيقة ثغرات إنستغرام
وفي ردها الرسمي، وصفت ميتا التقرير بأنه "مضلل بشكل خطير"، وقال المتحدث باسمها آندي ستون: "هذا التقرير يشوه مرارًا وتكرارًا جهودنا لتمكين الآباء وحماية المراهقين، ويشوه طريقة عمل أدوات السلامة لدينا وكيفية استخدامها من قبل ملايين المستخدمين اليوم".
وأضاف ستون أن الشركة مستمرة في تحسين أدواتها، مشيرًا إلى أن المراهقين الذين خضعوا للحماية شاهدوا محتوى أقل حساسية، وتعرضوا لتواصل غير مرغوب فيه بنسبة أقل، وقضوا وقتًا أقل على إنستغرام ليلًا.
ورغم نفي ميتا، أكدت وكالة رويترز بعض نتائج التقرير من خلال اختبارات مستقلة ومراجعة وثائق داخلية للشركة.
وكشفت الوثائق أن ميتا كانت على علم بوجود عيوب كبيرة في أنظمة الكشف الآلي عن محتوى اضطرابات الأكل وإيذاء النفس، لكنها لم تتخذ إجراءات كافية لمعالجتها.
تأتي هذه الاتهامات في وقت تواجه فيه شركات التكنولوجيا، مثل OpenAI وغوغل، انتقادات مماثلة بشأن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على المراهقين.
ويبدو أن أزمة الثقة بين المستخدمين والمنصات الاجتماعية في تصاعد، خاصة مع تكرار الحوادث المرتبطة بالمحتوى الضار.
ورغم تأكيد ميتا على التزامها بتحسين أدوات الأمان، إلا أن هذا التقرير يسلّط الضوء على فجوة كبيرة بين ما يُعلن عنه وما يُنفذ فعليًا.
ومع تزايد الاعتماد على المنصات الرقمية في حياة المراهقين، يبدو أن الحاجة إلى رقابة مستقلة وتشريعات صارمة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
