دراسة تكشف: حمية البحر المتوسط تحافظ على صحة القلب حتى مع البروتين الحيواني
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للقلب إلى أن حمية البحر المتوسط قد تسهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية حتى مع إدخال لحم البقر قليل الدهن ضمن مكوناتها.
اعتمدت التجربة السريرية على مقارنة بين أنماط غذائية متعددة: حمية البحر المتوسط مع تناول كميات متفاوتة من لحم البقر (14 غراماً، 71 غراماً، 156 غراماً يومياً لكل 2000 سعر حراري)، مقابل النظام الغذائي الغني بالأطعمة المصنعة والسعرات العالية الذي تضمن 71 غراماً من اللحم. وجاءت النتائج لتكشف أن النمط الغذائي الشامل وليس كمية اللحم هو العامل الأهم في تحديد مؤشرات الخطر.
وتميّزت حمية البحر المتوسط بانخفاض مستوى الصوديوم (أقل من 2300 ملغ لكل 2000 سعر حراري)، مقارنةً بنحو 3500 ملغ في النظام الغذائي الغني. كما كانت أعلى بنسبة تصل إلى 110% في الدهون غير المشبعة، و30% في الألياف، و28% في أحماض أوميغا-3 البحرية، بينما تميز النظام الأمريكي بارتفاع الكربوهيدرات والدهون المشبعة.
شملت الدراسة 30 مشاركاً من البالغين الأصحاء، حيث تم جمع عينات دم وبول وبراز قبل وبعد كل فترة غذائية. وأظهرت النتائج أن حمية البحر المتوسط ارتبطت بتنوع أكبر في بكتيريا الأمعاء، وانخفاض مستويات مركب TMAO في البلازما والبول بمعدل يصل إلى الضعف مقارنة بالنظام الآخر . يُعد TMAO من المركبات التي تنتجها بكتيريا الأمعاء عند هضم اللحوم الحمراء وقد ارتبط بزيادة خطر تصلب الشرايين والالتهابات القلبية.
اقرأ أيضًا: العيش ببساطة يرفع السعادة ويقلل الاستهلاك.. دراسة تكشف السر
أهمية حمية البحر المتوسط
أحد أبرز الاكتشافات أن زيادة كمية لحم البقر قليل الدهن ضمن حمية البحر المتوسط من 14 غراماً إلى 156 غراماً لم تؤدِّ إلى ارتفاع في مستويات TMAO. وهو ما يشير إلى أن التأثير الإيجابي يعود إلى طبيعة النظام الغذائي ككل، بما يحتويه من خضراوات وزيوت صحية وألياف، أكثر من كونه مرتبطاً بكمية اللحم وحدها.
رغم قوة التصميم العشوائي وتعدد فترات التجربة، يشير الباحثون إلى أن النتائج تبقى قصيرة المدى وتركز على مؤشرات محددة، بينما كان الهدف الأساسي من الدراسة الأوسع هو قياس تأثير الأنظمة على مستوى الكوليسترول الضار (LDL-C).
تؤكد هذه النتائج أن تبني حمية البحر المتوسط الغنية بالزيوت النباتية، الأسماك، الحبوب الكاملة، والخضراوات، يمكن أن يقلل من المؤشرات الحيوية المرتبطة بخطر أمراض القلب، حتى مع إدخال كميات معتدلة من لحم البقر قليل الدهن. ما يعزز الفكرة أن جودة النظام الغذائي ككل هي العامل الأهم في حماية القلب، أكثر من التركيز على عنصر واحد بعينه.
