هل تعزز مكملات مضادات الأكسدة خصوبة الرجال؟ دراسة جديدة تحسم الأمر
كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open أن المكملات الغذائية التي تحتوي على مضادات الأكسدة، مثل مكمل Impryl، لا تساعد فعليًا في تحسين الخصوبة عند الرجال كما تروج الشركات، بل قد يكون لها تأثير سلبي في بعض الحالات.
تفاصيل الدراسة
حملت التجربة اسم SUMMER Trial، وشارك فيها أكثر من 1170 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عامًا، ممن كانوا يحاولون مع شركائهم الإنجاب عبر وسائل مثل أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري.
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تناولت مكمل Impryl الذي يحتوي على فيتامينات ومعادن مثل إل-سيستين، الزنك، فيتامينات B6 وB2، حمض الفوليك، وفيتامين B12، بينما حصلت المجموعة الثانية على أقراص وهمية (Placebo).
كان الهدف من التجربة معرفة ما إذا كان هذا المكمل يزيد من معدلات الحمل المستمر بعد 12 أسبوعًا من التلقيح.
اقرأ أيضًا: هل يمكن لفيتامين "د" أن يصبح مكافحًا للشيخوخة؟ دراسة تكشف المفاجأة
نتائج صادمة
بعد ستة أشهر من المتابعة، لم تُسجَّل فروق واضحة بين المجموعتين: فقد بلغت نسبة الحمل المستمر 33.8% لدى الرجال الذين تناولوا المكمل، مقابل 37.5% في المجموعة التي حصلت على الدواء الوهمي.
الأكثر إثارة أن الفترة المثالية لقياس الفعالية (من الشهر الرابع إلى السادس) أظهرت نتائج عكسية، حيث كانت نسبة الحمل لدى مستخدمي المكمل أقل من مجموعة الدواء الوهمي: 15.5% مقابل 21.5%.
كما أشارت التحليلات إلى أن نتائج التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب كانت أضعف مع المكمل، بينما لم تُسجَّل أي تحسن في فحوصات السائل المنوي، بل ظهر تراجع في حيوية الحيوانات المنوية عند بعض المشاركين.
خلفية علمية
ترتبط مضادات الأكسدة عادة بفكرة محاربة ما يُعرف بـ"الإجهاد التأكسدي"، وهو ضرر تسببه الجذور الحرة يمكن أن يؤثر في الحيوانات المنوية. لكن الإفراط في تناول هذه المواد قد يسبب حالة عكسية تُعرف بـ"الإجهاد الاختزالي"، وهو أيضًا ضار بالخصوبة.
اقرأ أيضًا: تقارير طبية تكشف 6 خطوات بفعالية لتخفيف آلام الركبة (تعرف عليها)
ورغم أن الدليل العلمي كان ضعيفًا سابقًا، فإن سوق هذه المكملات شهد انتشارًا واسعًا، خاصة أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن حوالي 17.5% من البالغين حول العالم يعانون من مشاكل في الإنجاب، نصفها تقريبًا بسبب عوامل مرتبطة بالرجال.
خلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تستدعي الحذر، وأنه لا ينبغي الاعتماد على مضادات الأكسدة كعلاج روتيني للرجال الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة.
ورغم أن بيانات الولادات الحية لم تُنشر بعد، فإن المؤشرات السلبية دفعت الفريق العلمي إلى مشاركة النتائج مبكرًا حفاظًا على السلامة الطبية.
