صحة الرجل بعد الخمسين.. كيف تحافظ على حيويتك رغم تقدم العُمر؟
تحاصر كثيرٌ من الأمراض صحة الرجل بعد الخمسين، ومن الصعب مراوغة كلّ الأمراض التي قد تحدث في مثل هذا العُمر، خاصةً إذا كان نمط الحياة غير صحي، بأن يكون الرجل قليل الحركة أو يتناول طعامًا غير صحي.
فالسمنة مثلًا من الأمراض المزمنة، التي تُهدِّد بالإصابة بأمراضٍ مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب أو مرض السكري من النوع الثاني، ولكلّ مرضٍ مخاطرة على حدة.
لكن يمكِن للرجل استباق هذه الأمراض، ليس فقط بالنظام الغذائي الصحي والنشاط البدني، بل أيضًا بالفحوصات الدورية التي ترصد المشكلات الصحية باكرًا وتسهّل علاجها والتعامل معها، فكيف يمكن الحفاظ على صحة الرجل بعد الخمسين وتعزيزها؟
مخاطر الأمراض المزمنة التي تهدد الرجال بعد الخمسين
قد تهدِّد الرجل كثيرًا من الأمراض المزمنة بعد الخمسين، مثل أمراض القلب أو مرض السكري من النوع الثاني أو غير ذلك، وفيما يلي مخاطر أبرز الأمراض التي قد تُصِيب الرجل بعد الخمسين:
1. النوبات القلبية:
من المضاعفات المحتملة لأمراض القلب؛ إذ أن واحدًا من كل اثنين من الرجال (البالغين 50 عامًا)، لديهم فرصة للإصابة بأمراض القلب في مرحلةٍ ما.
كما أنّ النوبات القلبية تصِيب 735,000 شخص مرة واحدة كل سنة، حسب "Webmd"، ومن علامات النوبة القلبية:
- ألم الصدر.
- ضيق التنفس.
- ألم الظهر أو الكتفين أو في الرقبة.
- التعرّق.
- الدوار.
لذا قد يكون من الضروري إجراء بعض الفحوصات الدورية للتحقّق من صحة القلب وعوامل الخطر الخاصّة به، مثل ضغط الدم، مستويات الكوليسترول في الدم وغير ذلك.
2. السكتة الدماغية:
كذلك السكتة الدماغية من أخطر مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ ينقطع تدفّق الدم عن أجزاء من الدماغ، فتبدأ خلايا الدماغ بالموت، ومن علامات السكتة الدماغية:
- الشعور بضعف أو خدر مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق.
- الارتباك.
- صعوبة النطق.
ويمكِن دعم صحة الرجل بعد الخمسين من خلال الحفاظ على ضغط الدم والنظام الغذائي منخفض الكوليسترول، وممارسة الرياضة، للوقاية من السكتة الدماغية.
3. مرض السكري من النوع الثاني:
يتزايد مرض السكري من النوع الثاني بين الرجال فوق سن الأربعين، حسب المكتب الأسترالي للإحصاء، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بالوزن والنظام الغذائي وقلّة النشاط البدني.
لكن المشكلة ليست في مجرد زيادة مستويات السكر في الدم، بل إنّ فقدان السيطرة على مستويات السكر في الدم لفترة طويلة، قد يؤثِّر في كل جزء من أجزاء جسمك تقريبًا، بما في ذلك الشبكية، وهذا قد يضرّ البصر، أو الكلى، أو صحة القلب والأوعية الدموية، بما يُنذِر بمضاعفات صحيّة خطيرة، ومِنْ ثمّ فقد يحتاج الرجال بعد الخمسين إلى مراقبة مستويات السكر في الدم بصفةٍ دورية.
اقرأ أيضًا:أسرار الشباب الدائم.. العلاجات الفاخرة المضادة للشيخوخة
4. السمنة:
السمنة أكبر من مجرد كونها دهون تراكمت حول البطن أو في شتّى أنحاء الجسم؛ إذ قد تكون المحرِّك للأمراض المزمنة التي قد تصِيب الرجل في أي عُمر، فهي مرتبطة بالإصابة بـ:
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- مرض السكري.
- السرطان.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهاب المفاصل.
لذا فإن الحفاظ على وزنٍ صحي، خاصةً للرجال بعد الخمسين، قد يُسهِم في تقليل مخاطر الأمراض المزمنة التي قد تُصِيب الرجال.
5. السرطان:
يُصِيب السرطان 20% من كبار السن، حسب "National Council on Aging"، ومِن ثمّ فإن الفحوصات الروتينية ضرورية بعد الخمسين لرصد السرطان مبكرًا؛ إذ يسهل علاجه قبل أن يبلغ المراحل المتقدّمة، وينتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى، خاصةً أنّ السرطانات مميتة في المراحل المتقدِّمة.
الفحوصات الدورية للحفاظ على صحة الرجل بعد الخمسين
الأمراض التي قد تُصِيب الرجل بعد الخمسين أكثر من أن تُحصَر فيما سبق، ومِنْ ثمّ فيما يلي بعض الفحوصات الدورية للحفاظ على صحة الرجل بعد الخمسين، حسب "Medlineplus"، ورصد الأمراض مبكرًا، للتعامل معها بأفضل صورة:
1. فحص ضغط الدم:
يُنصَح بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل في كل عام، كما قد تحتاج إلى فحص ضغط الدم بشكلٍ متكرر في حالة:
- الإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب أو مشكلات الكلى.
- زيادة الوزن.
- لديك أحد أقاربك مُصابًا بارتفاع ضغط الدم.
- الرقم العلوي لضغط الدم لديك من 120 - 129 ملليمتر زئبق، أو الرقم السفلي من 70 - 79 ملليمتر زئبق.
2. قياس مستويات الكوليسترول في الدم:
ينبغي أن يبدأ فحص الكوليسترول بين سن 20 - 35 عامًا؛ اعتمادًا على عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، كما ينبغي تكرار الاختبار:
- كل 5 سنوات للرجال الذين لديهم مستويات كوليسترول طبيعية.
- إذا حدثت تغييرات في نمط الحياة، بما في ذلك زيادة الوزن أو النظام الغذائي غير الصحي.
- في حالة الإصابة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو مشكلات تدفق الدم في الساقين أو القدمين.
- تناول أدوية الكوليسترول في الدم.
اقرأ أيضًا:بينما تستمر أبحاث مكافحة الشيخوخة.. هل يمكن حقاً استعادة الشباب؟
3. فحص سرطان القولون والمستقيم:
ينبغي للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 - 75 عامًا إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم، سواء كان من خلال:
- اختبار الدم الخفي في البراز أو اختبار المناعة الكيميائية في البراز، كل سنة.
- اختبار الحمض النووي للبراز كل 1 - 3 سنوات.
- تنظير القولون السيني المرن كل 5 أو 10 سنوات، مع إجراء اختبار الدم الخفي في البراز كل عام.
- تصوير القولون بالأشعة المقطعية كل 5 سنوات.
- تنظير القولون كل 10 سنوات.
كما قد تحتاج إلى تكرار اختبار فحص سرطان القولون والمستقيم في حالة:
- التهاب القولون التقرحي.
- تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الأورام الحميدة.
- سبق الإصابة بنمو في القولون، يُعرَف بـ"السلائل الغُدّية".
4. فحص مرض السكري:
يجب إجراء فحوصات مرض السكري من النوع الثاني؛ بدءًا من سن 35 سنة، كما يجب تكرار الفحص كل 3 سنوات حال المعاناة من السمنة أو زيادة الوزن.
كذلك قد تحتاج إلى تكرار الاختبار في حالة وجود عوامل خطر للإصابة بمرض السكري، مثل إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى "أب أو أخ" بمرض السكري، أو الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو مقدِّمات السكري.
5. اختبار العين:
يُنصَح بفحص العين كل 2 - 4 سنوات، لمن تتراوح أعمارهم بين 40 - 54 عامًا، وكل 1 - 3 سنوات لمن تتراوح أعمارهم بين 55 - 64 عامًا، وقد يُوصِي الطبيب بالفحص بمعدل أكثر تكرارًا، حال المعاناة من مشكلات الرؤية أو خطر الإصابة بالجلوكوما.
أيضًا يُنصَح بفحص شبكية العين كل عام على الأقل إذا كُنت مصابًا بمرض السكري، لأنّ من مضاعفاته اعتلال الشبكية السكري.
6. فحص سرطان البروستاتا:
إذا كان عمرك يتراوح بين 55 - 69 عامًا، تحدّث مع طبيبك حول إجراء اختبار مستضد البروستاتا النوعي "PSA"، أمّا إذا كان عُمرك أقل من ذلك، فلا يُنصَح عمومًا بهذا الفحص، لكن قد يُوصَى به إذا كان هناك عوامل خطر للإصابة بسرطان البروستاتا، مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا "خاصةً الأخ أو الأب، الذي تم تشخيصه قبل سن 65 عامًا.
اقرأ أيضًا:منعًا للشيخوخة المبكرة.. 6 طرق للوقاية من شيب الشعر وزيادة "الميلانين"
دور التغذية السليمة في حماية صحة الرجل المتقدم في العمر
ربّما تكون التغذية مفتاح الوقاية من الأمراض، حتى مع التقدُّم في العُمر؛ إذ تساعد التغذية الصحية في الحفاظ على الوزن، وأيضًا الوقاية من الأمراض، مثل مرض السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، بعض أنواع السرطان، هشاشة العظام.
وفيما يلي أهم نصائح التغذية للرجال مع تقدّم العُمر:
- تناول الأطعمة المفيدة، مثل الفواكه، والخضراوات، الحبوب الكاملة، منتجات الألبان الخالية من الدسم، المأكولات البحرية، البقوليات، المكسرات، البذور، الدواجن، البيض، اللحوم الخالية من الدهون.
- تجنّب السعرات الحرارية الفارغة، مثل الحلوى، المعجنات، المشروبات الغازية.
- تقليل تناول الأطعمة المليئة بالدهون المشبعة، مثل اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة.
- شُرب كميات مناسبة من الماء على مدار اليوم.
نصائح للحفاظ على النشاط والحيوية بعد سن الخمسين
الحفاظ على النشاط والحيوية بعد الخمسين مرهون بالحفاظ على الصحة في المقام الأول، وهذه بعض النصائح للرجال بعد الخمسين لعيش حياةٍ صحية، حسب "OSF Healthcare":
1. اجراء الفحوصات الدورية:
سواء كانت سنوية أو بمُعدّل تكرار أكثر من ذلك وفق إرشادات الطبيب، فالفحوصات الدورية ضرورية للوقاية من الأمراض أو رصدها مبكرًا، ما يسهّل علاجها وعيش حياةٍ صحية.
2. الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم:
يحتاج الرجال بعد الخمسين إلى النوم 7 - 9 ساعات كل ليلة، للحفاظ على النشاط والحيوية في اليوم التالي، كما أنّ النوم الجيد يحافِظ على الصحة عمومًا.
3. الإقلاع عن التدخين:
أن تصل متأخرًا خيرٌ من ألّا تأتي أبدًا، والإقلاع عن التدخين بعد الخمسين مفيد لصحتك أيضًا؛ إذ يحسِّن التنفس ويقلّل خطر الإصابة بالسرطان.
4. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:
يُنصَح أيضًا بممارسة مزيج من تدريبات القوة وتمارين القلب، خاصةً للرجال الذين لا يمارِسون أي نشاطٍ بدني بسبب العمل ونمط الحياة، لأنّ الرجال يفقدون كتلة العظام والمرونة بحلول الستينيات من العُمر، ما يجعل ممارسة التمارين أمر ضروري للحفاظ على كتلة العظام وأيضًا الكتلة العضلية، بالإضافة إلى الحفاظ على وزنٍ صحي.
