دراسة: بكتيريا الطعام قد تزيد خطر سرطان القولون
كشفت دراسة يابانية جديدة، نُشرت في دورية eGastroenterology المتخصصة في أبحاث الجهاز الهضمي، أن نوعًا من البكتيريا الشائعة التي تسبب التسمم الغذائي يمكن أن يرفع بشكل كبير خطر الإصابة بـ سرطان القولون.
هذه البكتيريا، المعروفة باسم الإشريكية القولونية (E. coli)، تنتج مادة سامة تسمى "كوليباكتين" قادرة على إتلاف الحمض النووي للخلايا. ومع مرور الوقت، قد يتحول هذا التلف إلى بداية نمو خلايا سرطانية.
الخطير أن هذه البكتيريا لا تنتقل فقط عبر الطعام الملوث، بل يمكن أن تستقر في أمعاء أشخاص أصحاء دون ظهور أعراض واضحة، مما يجعلها عاملًا خفيًا يهدد الصحة العامة.
اقرأ أيضًا: دراسة: فقدان السمع يضاعف خطر الخرف
تفاصيل الدراسة اليابانية
قام الباحثون في اليابان بدراسة 75 مريضًا يعانون حالة وراثية نادرة تُعرف باسم داء السلائل الغدي العائلي (FAP)، حيث تتكون مئات الزوائد اللحمية في القولون، ما يرفع خطر الإصابة بالسرطان لديهم.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين وُجدت لديهم بكتيريا "E. coli" السامة داخل هذه الزوائد كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون بثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم.
كما لاحظ الفريق البحثي أن الزوائد التي تحتوي على هذه البكتيريا كانت تحمل علامات واضحة على تلف الحمض النووي وارتفاع معدلات الالتهاب، وهما عاملان أساسيان في تسريع نمو الخلايا السرطانية.
وبالنظر إلى العينات تحت المجهر، بدت الأنسجة المصابة أكثر عدوانية وغير طبيعية، في مؤشر على أن البكتيريا تساهم مباشرة في تحويل الخلايا السليمة إلى سرطانية.
تزايد خطر سرطان القولون بين الشباب
تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن سرطان القولون لم يعد مقصورًا على كبار السن، بل يزداد بشكل مقلق بين الشباب في العشرينات والثلاثينات وحتى الأربعينات.
في الولايات المتحدة مثلًا، من المتوقع أن يتم تشخيص أكثر من 154 ألف حالة هذا العام، مع نحو 53 ألف حالة وفاة.
والأخطر أن البيانات أوضحت أن نسبة الإصابة بالمرض لدى من هم بين 20 و34 عامًا قد ترتفع بنسبة 90% بحلول عام 2030.
اقرأ أيضًا: لماذا ترتفع وفيات السرطان بين الرجال؟دراسة تجيب
ويرى الخبراء أن العوامل المسببة لذلك تشمل التغيرات في بكتيريا الأمعاء الطبيعية، الاعتماد الكبير على الأطعمة المصنعة الغنية بالدهون، قلة تناول الألياف، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات السمنة.
وبما أن واحدًا من كل خمسة أشخاص أصحاء قد يحمل هذه البكتيريا في أمعائه، فإن الخطر لا يقتصر على أصحاب الأمراض الوراثية فقط.
جرس إنذار للصحة العامة
خلصت الدراسة إلى أن بكتيريا الطعام السامة قد تكون أحد العوامل الرئيسية وراء زيادة سرطان القولون بين الأجيال الشابة.
ورغم أن بعض الحالات الوراثية مثل "FAP" تجعل الأشخاص أكثر عرضة، فإن وجود هذه البكتيريا قد يرفع من احتمالية الإصابة لدى أي شخص.
هذه النتائج تعد جرس إنذار يدعو إلى الاهتمام بالفحوصات المبكرة وتبني نمط حياة صحي يعتمد على الغذاء المتوازن والغني بالألياف، مع تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة.
كما تؤكد أن مواجهة سرطان القولون تتطلب ليس فقط العلاجات الطبية، بل أيضًا وعيًا أكبر بمخاطر البكتيريا والعادات الغذائية التي قد تزيد من انتشار المرض.
