دراسة صادمة: 61% ارتفاع متوقع في حالات السرطان عالميًا بحلول 2050
حذّرت دراسة حديثة من ارتفاع غير مسبوق في معدلات الإصابة بالسرطان خلال العقود المقبلة، إذ توقعت أن تصل الحالات الجديدة في العالم إلى 30.5 مليون حالة سنويًا بحلول عام 2050، بزيادة نسبتها 61% مقارنة بعام 2024 الذي سجل نحو 19 مليون حالة.
كما توقعت الدراسة المنشورة في مجلة ذا لانست (The Lancet) الطبية ،أن يرتفع عدد الوفيات الناتجة عن السرطان إلى 18.6 مليون وفاة سنويًا بحلول 2050، بزيادة تقترب من 75% مقارنة بالمستويات الحالية.
وأرجع الباحثون هذه الزيادة بشكل رئيسي إلى النمو السكاني وارتفاع متوسط الأعمار عالميًا، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة، وعلى رأسها السرطان.
اقرأ أيضًا: لماذا ترتفع وفيات السرطان بين الرجال؟دراسة تجيب
عوامل قد تسبب السرطان
رغم هذه الأرقام المقلقة، أشار الباحثون إلى أن 42% من وفيات السرطان حول العالم مرتبطة بعوامل يمكن تعديلها، مثل التدخين، والأنظمة الغذائية غير الصحية، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والتعرض للمواد السامة.
هذا يعني أن تعزيز برامج الوقاية يمكن أن يقلل بشكل كبير من الأعباء المستقبلية للمرض.
ورغم تراجع المعدلات العالمية للوفيات الناتجة عن السرطان عند احتسابها وفق الأعمار، إلا أن هذه الانخفاضات لم تُسجل في العديد من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
الدراسة أوضحت أن أكثر من نصف الحالات الجديدة وثلثي الوفيات المتوقعة ستحدث في هذه الدول، ما يعكس التفاوت الكبير في أنظمة الرعاية الصحية والقدرة على التشخيص المبكر والعلاج.
وفي بريطانيا، علّقت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، قائلة: "عدد حالات السرطان والوفيات في ارتفاع عالميًا، وينعكس ذلك هنا أيضًا حيث نشهد نحو 1100 حالة جديدة يوميًا."
وأضافت أن الأولوية يجب أن تركز على الوقاية، بما في ذلك التوسع في برامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وتعزيز مكافحة التبغ.
وشددت على أن التدخين لا يزال السبب الرئيسي للسرطان والوفيات المرتبطة به في المملكة المتحدة، مؤكدة أهمية إقرار "قانون التبغ والسجائر الإلكترونية" الجديد كخطوة عاجلة.
ميتشل رأت أن الخطة الوطنية المقبلة لمكافحة السرطان في إنجلترا فرصة مهمة لتزويد النظام الصحي بالتمويل والموارد اللازمة، بما يضمن التشخيص المبكر والعلاج السريع لجميع المرضى.
الدراسة، التي أعدها فريق Global Burden of Disease Study Cancer Collaborators، أكدت أن مواجهة هذا التحدي تتطلب جهودًا دولية أكبر تركز على الوقاية، وتحسين إمكانات الرعاية الصحية في الدول النامية، وتقليل الفوارق بين الدول في الوصول إلى التشخيص والعلاج.
