هل تكافؤ التعليم مهم لنجاح الزيجة؟ دراسة تكشف الأمر
في دراسة جديدة نشرها موقع Nature Communications، تم تسليط الضوء على تشابه التعليم بين الأزواج وتحديد الأسباب الكامنة وراء ذلك. وفقًا للبحث الذي استند إلى بيانات سجل الأسر في النرويج، اكتشف العلماء أن التشابه في المستوى التعليمي بين الأزواج يعود في الغالب إلى العوامل الاجتماعية والعائلية المشتركة، بدلاً من أن يكون نتيجة للإنجازات الفردية فقط.
الشراكة الاجتماعية وتأثير البيئة العائلية
البحث، الذي شمل أكثر من 1.5 مليون شخص من 212,070 عائلة ممتدة في النرويج، اعتمد على مقارنة الأزواج وأفراد العائلة، بما في ذلك التوائم الأحادية الزيجوت و التوائم الثنائية الزيجوت وأفراد الأسرة المباشرين. أظهر البحث أن التشابه في التعليم بين الأزواج يرتبط ارتباطًا وثيقًا بـ البيئة الاجتماعية والعائلية التي نشأ فيها الطرفان، وليس فقط التشابه الجيني أو التحصيل الفردي.
يشير الباحثون إلى أن تشابه الأزواج في التعليم ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة لما يسمى بـ التزاوج الانتقائي الاجتماعي أو "social homogamy"، حيث يتزوج الأشخاص الذين ينحدرون من بيئات عائلية وتعليمية مشابهة. وبالتالي، فإن الأسرة تلعب دورًا أساسيًا في تحديد شريك الحياة، مما يعزز فكرة أن العوامل البيئية قد تكون أقوى من العوامل الجينية في تشكيل العلاقات الزوجية.
تشير الدراسة إلى أن التزاوج الانتقائي قد يكون له تأثير طويل المدى على التعليم العائلي وانتقال التعليم بين الأجيال. عندما يتزوج أشخاص ذو مستويات تعليمية عالية، فإن أبنائهم غالبًا ما يستفيدون من كلا العوامل الوراثية والبيئية، ما يعزز التفاوت الاجتماعي عبر الأجيال. بالمقابل، الأسر ذات المستوى التعليمي المنخفض تواجه تحديات مشابهة، ما يعمق التفاوت الاجتماعي على مر الأجيال.
وقال هانس فريدريك سوند، الباحث الرئيس في الدراسة: "الشراكة بين الأزواج تتأثر بشدة بالعوامل الاجتماعية والعائلية. هذا يوضح كيف يمكن أن تتواصل اللامساواة الاجتماعية عبر الأجيال". وأضاف: "الأبناء الذين ينشأون في بيئات تعليمية مشابهة، غالبًا ما يتبعون نفس المسار، سواء كان في الاتجاه الإيجابي أو السلبي".
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر الحمية الكيتونية على الاكتئاب والذاكرة؟ دراسة حديثة تكشف الفاعلية
تأثير التعليم على الأزواج
من المهم أن نلاحظ أن تشابه الأزواج في التعليم يمكن أن يعزز أو يعيق التنقل الاجتماعي، حيث تميل العائلات ذات المستوى التعليمي المرتفع إلى الانتقال بمزايا تعليمية إلى الجيل التالي. بينما العائلات ذات الخلفية التعليمية المنخفضة قد تواجه تحديات أكبر في توفير فرص تعليمية مماثلة للأجيال القادمة.
تخلص الدراسة إلى أن الأزواج ليسوا فقط مشابهين في التعليم، بل في العوامل الاجتماعية المشتركة التي تساهم في تشكيل حياتهم الزوجية والتعليمية. هذه النتائج تؤكد أن العوامل البيئية تُعتبر أكثر تأثيرًا من الإنجازات الفردية في تحديد نوع العلاقة التي تجمع بين الأشخاص. هذا الاكتشاف يقدم فهمًا جديدًا لكيفية تأثير البيئة العائلية في تعزيز أو عرقلة التنقل الاجتماعي عبر الأجيال.
