علاقات رقمية بلا روح.. هل يفقد جيل زد مهارات الحب الحقيقي؟
أوضح الخبراء أن جيل زد بدأ يشعر بالإرهاق من تطبيقات المواعدة الرقمية، وسط انخفاض عدد المستخدمين وارتفاع التكاليف، بالإضافة إلى شعور الكثيرين بالملل من التمرير المستمر على المنصات.
ووفقًا لتقرير نشره موقع The Conversation، يسعى الشباب للبحث عن بدائل حقيقية للتواصل المباشر، تشمل اللقاءات الواقعية، النوادي، الحفلات النهارية، وفعاليات التعارف التقليدية مثل Speed Dating.
ورغم أن المواعدة الواقعية تعتبر مألوفة للأجيال الأكبر سنًا، يواجه جيل زد صعوبة في الانتقال من البيئة الرقمية إلى اللقاءات وجهاً لوجه.
وأوضح المشاركون في مؤتمر كندا الأول لتقنيات الجنس، أن العديد من الشباب يفتقرون إلى الخبرة الاجتماعية التي اكتسبها كبار السن عبر التجربة المباشرة.
كما أشار الخبراء إلى أن الاكتفاء بتوجيه جيل زد بالقول "انخرطوا اجتماعياً" دون تقديم دعم ملموس يعد نصيحة غير مناسبة ثقافيًا، وقد تساهم في زيادة شعورهم بالوحدة والعزلة.
تأثير العزلة الرقمية على العلاقات
تشجع بعض التطبيقات مثل Hinge المستخدمين على التواصل الواقعي من خلال مبادرات مثل One More Hour، التي تهدف إلى خلق فرص للقاء المباشر، خصوصًا للأشخاص الذين يشعرون بالقلق من التفاعل وجهاً لوجه.
وتساعد هذه اللقاءات أيضًا على حماية المشاركين من الممارسات المضللة، التي قد تواجههم على المنصات الرقمية.
كما تأسست منظمة We Met IRL عام 2022 على يد ماكسين سيمون ويليامز، بهدف توفير مساحات للقاءات رومانسية أو صداقة بشكل مباشر، بعيدًا عن عالم التطبيقات الرقمية.
وتشير الدراسات إلى أن 23% فقط من جيل زد في الولايات المتحدة قابلوا شركاءهم عبر التطبيقات أو منصات الإنترنت، ما يعكس التوجه المتزايد نحو اللقاءات الواقعية.
وتواجه الشباب عدة تحديات في المواعدة الواقعية، منها الاعتياد على التواصل الرقمي، نقص الخبرة الاجتماعية، المخاوف من التعرض للخداع، والانحرافات الثقافية التي تؤثر على العلاقات التقليدية.
كما يواجهون ضغوطًا إضافية بسبب الانعزال الرقمي وغياب الفرص لتطوير مهارات الثقة والانفتاح العاطفي، ما يجعل الانتقال من العالم الرقمي إلى اللقاءات الواقعية تجربة صعبة لكنها ضرورية.
اقرأ أيضًا: تقرير يوضح: جيل زد في وادي السيليكون يتراجع للنصف
نصائح لتعزيز الثقة في المواعدة الواقعية
وقدمت الاستشارات النفسية عدة نصائح لبناء الثقة لدى جيل زد، منها:
1- التحضير للفعاليات الاجتماعية مسبقًا.
2- إعادة صياغة الشعور بعدم اليقين كفرصة للتعلم والنمو.
3- الحفاظ على شخصية المرء الحقيقية.
4- ممارسة المهارات الاجتماعية بانتظام.
5- الانتباه إلى لغة الجسد لتبدو منفتحًا ومرحّبًا.
6- تذكير نفسك أنك لست وحدك في مواجهة التوتر الاجتماعي.
7- الاستعانة بأخصائي نفسي عند الشعور بالخوف أو القلق الشديد.
وأضاف الخبراء أن تحويل شعور الانطوائية أو القلق إلى فرصة للتفكير الذاتي، يمكن أن يساعد في تطوير الوعي الذاتي والثقة، وهو ما يمتد تأثيره إلى جوانب الحياة كافة وليس فقط المواعدة.
ويشير التوجه الجديد لجيل زد نحو المواعدة الواقعية إلى رغبة الشباب في إعادة اكتشاف العلاقات الإنسانية الحقيقية، وتعزيز مهارات التواصل المباشر والثقة بالنفس، في عالم أصبحت فيه العلاقات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، لكنها لم تعد كافية لتلبية الاحتياجات العاطفية والاجتماعية.
