تقرير يوضح: جيل زد في وادي السيليكون يتراجع للنصف
يشهد جيل زد في وادي السيليكون أزمة متنامية، بعدما أظهرت بيانات حديثة أن نسبة الموظفين الشباب في شركات التقنية الكبرى مثل ميتا ومايكروسوفت انخفضت إلى النصف خلال العامين الماضيين، بينما ارتفع متوسط أعمار العاملين بأكثر من خمس سنوات.
ويُعزى ذلك بشكل رئيس إلى التوسع المتسارع في أتمتة الوظائف المبتدئة عبر الذكاء الاصطناعي، ما يقلص فرص دخول الأجيال الشابة إلى القطاع.
وفقًا لبيانات شركة Pave لإدارة التعويضات، التي استندت إلى أكثر من 8,300 شركة، بلغت نسبة موظفي جيل زد في يناير 2023 نحو 15% في الشركات العامة الكبرى.
لكن بحلول أغسطس 2025، تراجعت النسبة إلى 6.8% فقط. وحتى في الشركات الخاصة الكبرى، انخفضت النسبة من 9.3% إلى 6.8% خلال الفترة نفسها.
وفي موازاة ذلك، ارتفع متوسط أعمار الموظفين في الشركات العامة من 34.3 عامًا مطلع 2023 إلى 39.4 عامًا في منتصف 2025.
أما في الشركات الخاصة، فكان الارتفاع أقل حدّة، من 35.1 إلى 36.6 عامًا فقط.
اقرأ أيضًا: من Deliveroo إلى Figma.. دروس المستثمر مارتن مينيـو لجيل Z
هيمنة جيل الألفية وتراجع جيل زد
مع صعود الذكاء الاصطناعي وتداعيات الاقتصاد العالمي من تضخم ، يتمسّك جيل الألفية بمناصبهم في شركات التقنية، بينما يجد جيل زد نفسه مستبعدًا من فرص العمل الأولى التي كانت تقليديًا بوابة الدخول إلى وادي السيليكون.
ويقول مات شولمان، الرئيس التنفيذي لشركة Pave: «إذا كان عمرك 35 أو 40 عامًا فأنت تملك خبرات لا يمكن للذكاء الاصطناعي إزاحتها بعد، بينما يمكن بسهولة استبدال أعمال من هم في بداية العشرينيات».
ويشير الخبراء إلى أن تقليص الوظائف المبتدئة وإبطاء الترقيات يعكس توجه الشركات نحو تقليل التكاليف عبر الأتمتة، رغم أرباحها الضخمة، وهو ما يرفع متوسط أعمار القوى العاملة ويثير المخاوف بشأن مستقبل الابتكار.
اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة كبيرة على جوجل.. ما السبب؟
الاختفاء السريع لجيل زد من شركات التقنية العامة يُنذر بتداعيات مستقبلية خطيرة.
فإذا لم تُتح للجيل الشاب فرص اكتساب الخبرة من الأدوار الأولى، فإن سلسلة الترقيات المهنية ستتوقف، ما يهدد بفراغ في المناصب المتوسطة لاحقًا. ويوضح شولمان ذلك بمثال قطاع المبيعات، حيث تبدأ المسيرة بمناصب تمهيدية وصولًا إلى إدارة الحسابات، وهي مسار وظيفي قد يتعطل إذا لم تُبنَ الخبرات تدريجيًا.
رغم هذه التحديات، يرى الخبراء أن جيل زد يمتلك أوراق قوة، أبرزها قدرته الفائقة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شولمان أن الشركات قد تستفيد من تعيين شباب بعمر 21 أو 22 عامًا لم يتأثروا بعد بعقود من العمل التقليدي، بل يمكنهم ابتكار أساليب جديدة لاستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
بينما يشهد وادي السيليكون ارتفاعًا في متوسط الأعمار وهيمنة جيل الألفية، يواجه جيل زد صعوبات غير مسبوقة لشق طريقه في شركات التقنية.
ومع ذلك، فإن التكيف عبر تطوير المهارات واستغلال قوة الذكاء الاصطناعي قد يمنح الشباب موطئ قدم جديدًا، يحفظ حضورهم في صناعة تُعيد رسم قواعدها بسرعة.
