دراسة: جيل زد هو الأكثر شعورًا بالبؤس عالميًا
كشفت دراسة جديدة عن الجيل Z كأكثر فئة عمرية تعاني من مشاعر البؤس والاكتئاب على مستوى العالم، متفوقين بذلك على الفئات العمرية الأخرى، مما يقلب الفكرة التقليدية المتعلقة بـ "أزمة منتصف العمر" التي كانت تترسخ في أذهان الكثيرين.
الدراسة التي نشرتها جامعة دارتموث (Dartmouth College) بالتعاون مع جامعة كوليدج لندن (University College London)، أكدت أن هذا الجيل يعاني من تدهور الصحة النفسية على نطاق واسع.
ورغم أن الدراسات السابقة كانت تشير إلى أن السعادة تنخفض عادة في منتصف العمر ثم تعود للارتفاع في سنوات الشيخوخة، أظهرت هذه الدراسة أن جيل الألفية (جيل Z) يعيش معاناة أكبر في ظل التحديات التي تفرضها الحياة العصرية، في الوقت الذي يتزايد فيه القلق والاكتئاب.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على جيل زد
أشار مارتين هندريكس (Martijn Hendriks)، أستاذ بحوث السعادة في جامعة إيراسموس في هولندا، إلى أن التواجد الطويل على وسائل التواصل الاجتماعي منذ الطفولة كان له تأثير سلبي على جيل Z. حيث يرى هذا الجيل أن حياتهم أقل نجاحًا مقارنة بأقرانهم عبر الإنترنت، مما يعزز لديهم مشاعر القلق والاكتئاب.
وأضاف هندريكس أن المقارنات المستمرة على وسائل التواصل تؤدي إلى أفكار سلبية حول حياتهم الشخصية والمهنية.
اقرأ أيضًا: جيل زد يكشفون عن العمر الذي يعتبرونه بداية الشيخوخة
ومن جهة أخرى، أشار الباحثون إلى أن التحديات المالية تُعد أحد الأسباب الرئيسية للضغط النفسي الذي يعاني منه الشباب، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المساكن وصعوبة الحصول على وظائف مستقرة.
وأوضح الباحثون أن جيل Z يعاني من مستوى دخل أقل مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، وهو ما يضعهم في وضع صعب حيث لا يستطيعون توفير المال الكافي لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والسكن.
بالمقابل، أظهرت الدراسة أن البالغين الأكبر سنًا، تحديدًا بين 45 و70 عامًا، هم الأكثر سعادة مقارنة ببقية الفئات العمرية، حيث أظهروا تحسنًا في الصحة النفسية مع تقدم العمر، على الرغم من التوقعات التي كانت تشير إلى أن المرحلة العمرية بين 40 و50 عامًا هي الأنسب لأزمة منتصف العمر.
وكانت معدلات البؤس منخفضة بشكل ملحوظ في الفئات العمرية التي تزيد عن 70 عامًا، ما يعكس تغيرًا في التوجهات التقليدية حول مراحل الحياة.
هذه الدراسة تسلط الضوء على تباين صارخ في مشاعر السعادة بين الأجيال، حيث الجيل Z يعاني من معدلات أعلى للبؤس والقلق مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، ما يطرح تساؤلات حول كيفية تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية على الصحة النفسية في العصر الحديث.
