جيل زد والمشاريع الجانبية.. شغف يتجاوز الوظيفة التقليدية
كشف تقرير صادر عن منصة Glassdoor عن تغيّر ملحوظ في مشهد العمل يقوده جيل زد، الذي لم يعد يعتبر المناصب الإدارية والوظائف التقليدية معيارًا رئيسيًا للنجاح.
فبينما كان جيل الألفية والأجيال السابقة يسعون إلى التسلق الوظيفي واعتلاء المناصب العليا، يوجّه جيل زد اهتمامه نحو تحقيق توازن بين العمل والحياة، وبناء مصادر دخل متنوعة تعكس شخصيته وطموحاته الخاصة.
ويبرز التقرير مفهومًا جديدًا أطلق عليه "الحد الأدنى الوظيفي"، حيث يلتزم الموظف بحدود واضحة في عمله الأساسي، ويستثمر طاقته وشغفه في مشاريع جانبية خارج ساعات الدوام.
تراجع جاذبية المناصب الإدارية لدى جيل زد
أظهر التقرير أن 68% من المشاركين من جيل زد قالوا إنهم لن يسعوا وراء المناصب الإدارية إلا بدافع الراتب أو اللقب الوظيفي، وهو ما يعكس فتورًا تجاه فكرة الإدارة كمسار طبيعي للتطور المهني.
ورغم ذلك، فإن البيانات توضح أن جيل زد يدخل المناصب القيادية بمعدلات مشابهة للأجيال السابقة، لكنه لا يعتبرها محطة نهائية بل خطوة ضمن مسارات مهنية أكثر مرونة.
وأكد خبراء سوق العمل أن هذا الجيل يتسم بالبراغماتية، إذ يوازن بين رغبته في الحصول على التوجيه والتعاون في بيئة العمل، وبين رفضه للنمط التقليدي من التاسعة إلى الخامسة. وبذلك، فإن الإدارة بالنسبة له لم تعد “الجائزة الكبرى”، بل وسيلة مؤقتة لتحقيق الاستقرار المالي أو تجربة مختلفة.
جيل زد والمشاريع الجانبية: هوية مهنية جديدة
وإلى جانب الوظيفة الأساسية، يصف التقرير جيل زد بأنه “جيل المشاريع الجانبية بامتياز”. إذ أظهرت بيانات Harris Poll أن 57% منهم يمتلكون نشاطًا إضافيًا يدر دخلًا، مقابل 48% من جيل الألفية و31% من جيل إكس.
هذه المشاريع لم تعد مجرد وسيلة ثانوية، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في بناء الهوية المهنية، مثل الكتابة، الترجمة، التصميم، أو حتى التخصصات الطبية عن بُعد.
اقرأ أيضاً الجيل Z يثق بالسوشيال ميديا كثيرًا في قراراته المالية
كما يشدد التقرير على أن جيل زد يعيد رسم ملامح الإدارة حين يتولاها؛ فالتوازن بين العمل والحياة بالنسبة لهم ليس ميزة، بل شرط أساسي، إذ يقلص 58% ساعات عملهم في الصيف ويطالب 31% بمرونة في الجداول اليومية.
ويرى الخبراء أن هذه الرؤية لا تعبّر عن كسل، بل عن قراءة واقعية لسوق عمل لم يعد يكافئ الجهد بذات الطريقة السابقة، ما دفع الجيل الجديد إلى إعادة توجيه طموحه نحو مسارات أكثر استدامة، قائمة على الاستقرار المالي، الشغف الشخصي، والحدود الصحية للحياة المهنية.
