هل زيادة الوزن أفضل للصحة من النقص في الوزن؟ دراسة تثير الجدل
كشفت دراسة جديدة عن نتائج صادمة حول علاقة زيادة الوزن بالصحة، حيث وجدت أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) في فئة زيادة الوزن، وبالتحديد في الطرف الأدنى من فئة السمنة، كانوا أقل عرضة للوفاة مقارنة بأولئك الذين يمتلكون وزنًا صحيًا عاديًا.
تم عرض هذه الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة داء السكري في فيينا، حيث تناول البحث العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والوفاة لدى عشرات الآلاف من الأشخاص. وتعتبر هذه النتائج مفاجئة، خاصة في ظل الاعتقاد الشائع بأن النقص في الوزن يُعتبر من أخطر العوامل المؤدية للوفاة.
تأثير الوزن على عمر الإنسان
البحث، الذي شمل 85 ألف شخص في الدنمارك، أظهر أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم في الطرف الأدنى من النطاق الطبيعي، وكذلك الذين يعانون من نقص الوزن، كانوا أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم في فئة زيادة الوزن أو السمنة المفرطة.
وخلال فترة المتابعة، تم تسجيل 8% من الوفيات بين المشاركين، حيث كان من يعانون من نقص الوزن أكثر عرضة للوفاة بنحو ثلاث مرات مقارنة بمن لديهم مؤشر كتلة جسم في الطرف العلوي من النطاق الصحي. كما تبين أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة كانوا أكثر عرضة للوفاة مرتين مقارنة بالفئة المرجعية.
وقالت الدكتورة سيغريد بيرج غريبشولت، من مستشفى جامعة آرهوس في الدنمارك: "يمكن أن يكون أحد الأسباب المحتملة لهذه النتائج هو العلاقة السببية العكسية، حيث قد يفقد بعض الأشخاص وزنهم بسبب مرض كامن، في حين أن المرض هو العامل الرئيسي الذي يزيد من خطر الوفاة". وأضافت أن هذا قد يُشير إلى أن زيادة الوزن قد توفر حماية للجسم في بعض الحالات.
وتابعت: "لكن، كما أظهرت الأبحاث السابقة، لا يزال الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن أكثر عرضة للمخاطر من أولئك الذين لديهم وزن طبيعي أو زائد".
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر الحمية الكيتونية على الاكتئاب والذاكرة؟ دراسة حديثة تكشف الفاعلية
ما هو الوزن الصحي؟
تشير هذه الدراسة إلى أن مفهوم "الوزن الصحي" قد يحتاج إلى إعادة تقييم، وأن البيئة الصحية العامة يمكن أن تلعب دورًا أكبر في التأثير على صحة الفرد مقارنة بالتركيز فقط على الوزن. يشير هذا أيضًا إلى ضرورة التركيز على العوامل الاجتماعية والبيئية التي تساهم في تحسين الصحة العامة، بدلاً من النظر إلى الوزن كعامل رئيسي وحيد.
