بعد سن الـ35.. لماذا يصبح الألم العضلي أخف والشفاء أسرع؟
كشفت دراسة حديثة أن التقدم في العمر لا يعني بالضرورة تراجع قدرة الجسم على استشفاء العضلات بعد التمرين، بل قد يتحسن لدى الأشخاص بعد سن 35 مقارنةً بالشباب الأصغر سنًا.
النتائج التي نُشرت في مجلة الشيخوخة والنشاط البدني (Journal of Aging and Physical Activity) جاءت مخالفة للتوقعات، لتؤكد أن الألم العضلي وتلف الأنسجة الناتج عن التمارين يكون أقل حدة مع مرور السنوات.
أجرى الباحثون تحليلًا شموليًا شمل 36 دراسة قارنت بين فئتين عمريتين: الأولى تتراوح بين 18 و25 عامًا، والثانية 35 عامًا فما فوق. ركزت الدراسات بشكل أساسي على الرجال، وهدفت إلى قياس الفروق في الألم العضلي ومستويات المؤشرات الحيوية بعد ممارسة التمارين الرياضية.
اقرأ أيضًا: بطل مستر أولمبيا يشارك أسرار بناء ظهر عريض ومتوازن للرجال
العلاقة بين تقدم العمر والاستشفاء
أظهرت النتائج أن البالغين الأكبر سنًا عانوا من مستويات أقل من الألم العضلي بعد التمرين مقارنةً بالشباب. وبعد يومين فقط من أداء التمارين، كان مستوى الألم لدى من تجاوزوا 35 عامًا أقل بنسبة 34%. وبعد خمسة أيام، انخفض الألم بنسبة أكبر بلغت 62% مقارنةً بالمجموعة الأصغر.
كذلك، أظهرت الفحوصات انخفاضًا في مستويات إنزيم كرياتين كيناز، وهو مؤشر على تلف الأنسجة العضلية، لدى الفئة الأكبر سنًا. وفي المقابل، لم تُسجَّل فروق كبيرة بين المجموعتين في الوظائف العضلية بعد التمرين، ما يعني أن القدرة على استعادة القوة والتحمل متشابهة إلى حد كبير.
يشير الباحثون إلى أن هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن آليات تكيفية يطورها الجسم مع مرور العمر، مما يقلل من الاستجابة الجسدية ويجعل الألم العضلي أقل حدة. كما أن أنماط الحياة الصحية، مثل ممارسة التمارين بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن، تسهم في تحسين عملية الاستشفاء وتجديد الخلايا العضلية.
توضح هذه النتائج أن العمر لا يجب أن يكون عائقًا أمام ممارسة الرياضة أو الاستفادة من فوائدها. فالتعافي السريع وانخفاض الألم ليسا امتيازًا حصريًا للشباب، بل يمكن أن يكونا جزءًا من رحلة النضج البدني مع التقدم في العمر.
