دراسة: اختصارات الرسائل النصية تجعلك تبدو أقل صدقًا
كشفت دراسة في علم النفس أن استخدام اختصارات الرسائل النصية في المحادثات الرقمية قد يترك أثرًا اجتماعيًا سلبيًا، إذ يُنظر إلى المرسِل على أنه أقل صدقًا وأقل التزامًا، ما يقلل من احتمالية تلقيه ردودًا ويؤثر سلبًا في جودة التفاعل.
الدراسة، التي نشرت في دورية Journal of Experimental Psychology: General، أعدّها فريق بقيادة الباحث ديفيد فانغ من جامعة ستانفورد، وشارك فيها أكثر من خمسة آلاف شخص عبر سلسلة من التجارب المتنوعة.
وأظهرت النتائج أن الرسائل التي تتضمن اختصارات شائعة مثل ttyl (سأتحدث معك لاحقًا) أو hru? (كيف حالك؟) تجعل المرسِل يبدو أقل إخلاصًا وأقل جدارة بالتواصل مقارنة بالرسائل المكتوبة كاملة.
ويرى الباحثون أن السبب يعود إلى أن المتلقي يفسّر هذه الاختصارات على أنها تعكس جهدًا محدودًا من الطرف الآخر.
وفي تجربة لاحقة، وُجد أن المشاركين الذين تلقوا رسائل مليئة بالاختصارات ردّوا برسائل أقصر وأقل اهتمامًا، ما يدل على أن قلة الجهد من جانب واحد تؤدي إلى استجابة مماثلة من الطرف الآخر، وهو ما ينعكس في النهاية على تراجع مستوى التواصل وجودته.
اقرأ أيضًا: هل ألعاب الفيديو ضارة نفسيًا؟ دراسة تكشف مفاجأة
تأثير اختصارات الرسائل النصية
لم تقتصر التجارب على المحاكاة داخل المختبر، بل امتدت لتشمل مواقف حقيقية؛ إذ قام الباحثون بتحليل محادثات واقعية قدّمها المشاركون، إلى جانب تجربة ميدانية على منصة Discord، حيث أظهرت النتائج أن الرسائل المكتوبة بشكل كامل حققت معدلات استجابة أعلى بكثير من تلك التي احتوت على اختصارات.
كما كشف تحليل لبيانات من تطبيقات الرسائل النصية أن المستخدمين الذين يكثرون من استخدام الاختصارات كانت محادثاتهم أقصر وأقل نجاحًا.
وشملت الدراسة أيضًا مقارنة بين تأثير الاختصارات في المحادثات مع الأصدقاء المقربين والمعارف البعيدين، وتبيّن أن الانطباع السلبي يظل حاضرًا حتى في سياق العلاقات القريبة؛ إذ غالبًا ما يُنظر إلى المرسِل على أنه أقل صدقًا، ما يقلل من رغبة الطرف الآخر في الاستمرار بالتواصل.
وخلص الباحثون إلى أن استخدام اختصارات الرسائل النصية يؤدي إلى تراجع الانطباع بالمصداقية والإخلاص، لأنها تُفهم على أنها مؤشر على قلة الجهد المبذول في المحادثة، وهو ما ينعكس على جودة التفاعل الرقمي.
