دراسة علم الأعصاب: الكلمة أقوى من المظهر عند تكوين الانطباعات
أوضحت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Biological Psychology أن الانطباعات الاجتماعية لا تتشكل فقط من خلال مظهر الأشخاص، بل تتأثر أيضًا بما يقولونه من مديح أو انتقاد.
الدراسة، التي قادها البروفيسور شان غاو من جامعة العلوم الإلكترونية والتكنولوجيا في الصين، أكدت أن الأفراد ذوي المظهر الجذاب غالبًا ما يحصلون على تقييمات إيجابية أعلى، لكن هذا "الامتياز الجمالي" يضعف بصورة واضحة عند اقترانه بتعليقات سلبية.
الباحثون أشاروا إلى أن ما يُعرف بقاعدة "الجميل جيد" ليس مطلقًا، وأن الكلمة قادرة على إضعاف تأثير الشكل في تشكيل الأحكام الأولى.
تفاصيل التجربة ونتائجها السلوكية
شملت التجربة 64 مشاركًا من الشباب، توزّعوا بالتساوي بين الرجال والنساء، وتم تقديم صور لوجوه مصنّفة مسبقًا بأنها جذابة أو متوسطة. عُرضت هذه الصور إلى جانب عبارات مدح أو انتقاد أو عبارات حيادية، وطُلب من المشاركين تخيّل أن أصحاب الصور هم من نطقوا بها.
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر بكتيريا الأمعاء على خصوبة الرجال؟ تقرير طبي يجيب
بعد ذلك، قيّم المشاركون درجة تقبّلهم لكل شخص. النتائج بينت أن الوجوه الجذابة حصلت على معدلات إعجاب أعلى بشكل عام، لكن الانتقاد قلل من هذا التقييم حتى لدى الأفراد الأكثر جاذبية.
أما المديح، فرغم أنه زاد من القبول، إلا أنه لم يضاعف تأثير الجاذبية كما توقع الباحثون. وأكد غاو أن "الكلمات السلبية تحمل وزنًا أكبر من الإيجابية، وهو ما يفسر قوة تأثيرها في الانطباعات".
النشاط العصبي والتفسيرات المستقبلية
إلى جانب التقييمات السلوكية، سجّل الباحثون النشاط العصبي باستخدام تخطيط كهربية الدماغ.
وأظهرت النتائج أن الدماغ يتفاعل بقوة مع الانتقاد عبر نشاط مبكر يُعرف بـ "السلبية الخلفية المبكرة"، ما يعكس استجابة تلقائية للرسائل السلبية.
كما كشفت القياسات اللاحقة عن استجابات أوسع عند سماع الانتقاد مقارنة بالمديح أو العبارات الحيادية.
وبيّنت الدراسة أيضًا فروقًا مرتبطة بجنس المشاركين؛ إذ أظهرت النساء حساسية أكبر للانتقاد أو المديح الصادر عن أفراد من نفس الجنس، وهو ما يفسره الباحثون باحتمال ارتباطه بالديناميكيات الاجتماعية والتنافسية.
اقرأ أيضًا: متلازمة الرجل الشجرة: حالة نادرة تحوّل الحياة اليومية إلى كابوس
ورغم أن التجربة اقتصرت على عينة صغيرة من الشباب، فإنها تقدم دليلاً على أن الدماغ يوازن بين المظهر والكلمة، مع إعطاء أولوية للرسائل السلبية.
وأوصى الفريق العلمي بمزيد من الأبحاث لتشمل تنوعًا ثقافيًا وأبعادًا أخرى مثل نبرة الصوت وحركات الجسد لفهم أعمق لكيفية بناء الانطباعات في الحياة اليومية.
