كيف تؤثر بكتيريا الأمعاء على خصوبة الرجال؟ تقرير طبي يجيب
كشف تقرير حديث أن الميكروبيوم الذكري، أي البكتيريا المتواجدة في أمعاء الرجال والسائل المنوي، يعد عنصرًا أساسيًا في تحديد صحة الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية.
وأوضح التقرير أن هذه البكتيريا تؤثر بشكل مباشر على قدرة الحيوانات المنوية وتزيد من فرص نجاح عمليات التلقيح الصناعي.
وأشار التقرير الذي نشر في موقع Medical إلى أن معدلات العقم لدى الرجال شهدت زيادة بنحو 75% خلال الثلاثين عامًا الماضية، حيث يعاني أكثر من 56 مليون رجل حول العالم من مشكلات خصوبة، فيما تُصنَّف 30 إلى 70% من هذه الحالات ضمن الأسباب غير المعروفة.
وأكد الباحثون أن السائل المنوي يمثل مرآة شاملة للبكتيريا القادمة من الخصيتين وأماكن أخرى في الجهاز التناسلي، إذ يحتوي على مستعمرات بكتيرية متنوعة.
وأظهرت الدراسات الحديثة أن البكتيريا النافعة مثل Lactobacillus ترتبط بتحسين جودة الحيوانات المنوية وتقليل خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا، بينما يؤدي تكاثر بكتيريا مثل Prevotella وUreaplasma وMycoplasma إلى انخفاض حركة الحيوانات المنوية وتشوهها، وزيادة الالتهابات والتوتر التأكسدي.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف دور التستوستيرون في الصحة النفسية
تأثير البكتيريا على الحيوانات المنوية
وأوضح الباحثون أن عدم التوازن الميكروبي يمكن أن يضعف جودة الحيوانات المنوية عبر التصاق البكتيريا بها، ما يقلل من حركتها ويؤدي إلى تكتلها.
كما تؤدي هذه الميكروبات إلى تحفيز الاستجابات الالتهابية وإطلاق الجذور الحرة، التي تؤثر على أغشية الخلايا وقطع الحمض النووي، وهو ما يرتبط بانخفاض الخصوبة وضعف نمو الأجنة.
وأشار الخبراء إلى محور "الأمعاء-الخصية" كآلية حيوية تربط ميكروبيوم الأمعاء بوظائف الخصية، مشيرين إلى أن اختلال هذا التوازن يسمح بدخول السموم البكتيرية إلى الدورة الدموية، مما يسبب التهابًا مزمنًا للخصية ويؤثر سلبًا على إنتاج التستوستيرون.
وحول العلاجات، أظهرت الدراسات أن المكملات الغذائية التي تحتوي على Lactobacillus وBifidobacterium تحسن تركيز وحركة وشكل الحيوانات المنوية، وتقلل من تكسّر الحمض النووي وتحسن قدرة الجسم المضادة للأكسدة، كما تخفف المؤشرات الالتهابية مثل CRP وTNF-α، ما يجعلها خيارًا واعدًا لمعالجة العقم الذكري مجهول السبب.
ومع ذلك، يواجه البحث في الميكروبيوم الذكري تحديات تشمل الاعتماد على الدراسات المقطعية، وعدم وجود بروتوكولات موحدة لجمع العينات وتحليلها، بالإضافة إلى صغر حجم العينات والتباين الجغرافي في نتائج الدراسات، ما يحد من تعميم الاستنتاجات.
ويؤكد الخبراء أن الميكروبيوم الذكري عامل أساسي في الصحة الإنجابية، وأن الدراسات المستقبلية التي تجمع بين التحليل الجينومي، الميتاجينومي، والبيانات الأيضية، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، قد تفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات دقيقة لتحسين خصوبة الرجال ونتائج التلقيح الصناعي.
