كيف تكشف سمات الشخصية عن اضطرابات النوم؟
كشفت دراسة حديثة نُشرت في Journal of Sleep Research أن سمات الشخصية قد تلعب دورًا مهمًا في شدة الأرق، وهو اضطراب نوم شائع يتسبب في صعوبة الاستغراق في النوم أو الاستمرار فيه أو الاستيقاظ المبكر دون القدرة على العودة للنوم.
وأكد الباحثون أن الأرق لا يرتبط فقط بالتوتر أو العادات السيئة، بل يتأثر أيضًا بالعصابية (Neuroticism) وقلة الانفتاح على التجارب (Openness).
ووفقًا للنتائج، فإن الأفراد الأكثر عصابية يميلون إلى معاناة أعراض أرق أكثر حدة، في حين أن الأشخاص المنفتحين للتجارب أو المنظمين (Conscientious) أظهروا مستويات أقل من الأرق.
كيف يؤثر القلق والاكتئاب على شدة الأرق؟
بيّنت الدراسة أن القلق والاكتئاب يُعدان من العوامل الأكثر تأثيرًا على اضطرابات النوم، حيث يرتبطان ارتباطًا أوثق بشدة الأرق من سمات الشخصية نفسها.
وأوضح الباحثون أن القلق يعمل كوسيط بين العصابية والأرق، أي أن الأشخاص ذوي العصابية المرتفعة غالبًا ما يعانون مستويات أعلى من القلق، وهو ما يفاقم أعراض الأرق لديهم.
أما الاكتئاب فيلعب دورًا معدّلًا يزيد من شدة العلاقة بين العصابية واضطرابات النوم. هذه النتائج تعزز من أهمية اللجوء إلى التدخلات العلاجية النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي للقلق والاكتئاب، باعتبارها خطوة محورية في مواجهة الأرق المزمن.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: الأرق المزمن يرفع خطر العجز الذهني
نتائج الدراسة وأهميتها لفهم الأرق
شملت الدراسة 595 مشاركًا، بينهم 353 يعانون الأرق و242 لا يعانون مشكلات نوم، وبلغ متوسط أعمار المصابين بالأرق 40 عامًا مقابل 37 عامًا في المجموعة الأخرى.
كما شكّلت النساء الغالبية في المجموعتين بنسبة 78% في مجموعة الأرق و86% في المجموعة الضابطة. وأجاب المشاركون على استبيانات تقيس شدة الأرق باستخدام Insomnia Severity Index، وسمات الشخصية عبر NEO-FFI-R، إضافة إلى مقاييس القلق والاكتئاب باستخدام Hamilton Rating Scales.
وبعد إدخال عوامل القلق والاكتئاب في التحليل، بقي الانفتاح للتجارب مرتبطًا بالأرق بشكل ضعيف فقط، بينما تلاشى تأثير بقية السمات.
وأكد الباحثون أن الدراسة تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين الشخصية والأرق، لكنها لا تثبت وجود علاقة سببية مباشرة، ما يستدعي دراسات مستقبلية أعمق.
