دراسة تكشف: طعامنا مليء بالمركبات الخفية التي لا نعرف تأثيرها على الإنسان
كشفت دراسة حديثة أن ما نعرفه عن الطعام من بروتينات وكربوهيدرات ودهون وفيتامينات يمثل جزءًا صغيرًا فقط من الحقيقة. فالعلماء يقدّرون أن هناك أكثر من 26 ألف مركب آخر في طعامنا لم نعرف تأثيره بعد، يسميها بعضهم المادة المظلمة الغذائية، لأنها موجودة لكنها غير مرئية وغير مفهومة تمامًا. هذه المركبات قد تساعد في الحفاظ على الصحة، أو قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض معينة، مثل أمراض القلب أو السكري.
دور البكتيريا المعوية
بحسب The Conversation، تلعب البكتيريا الموجودة في أمعائنا دورًا مهمًا في تحويل بعض المركبات الموجودة في الطعام إلى مواد مفيدة للجسم. على سبيل المثال، بعض المواد الموجودة في المكسرات والفواكه تتحول إلى مركبات تساعد الطاقة في الخلايا على العمل بشكل أفضل. بينما بعض المواد الموجودة في اللحوم الحمراء قد تزيد من خطر أمراض القلب، لكن أطعمة مثل الثوم تساعد على منع تكون هذه المواد الضارة.
كما يمكن للطعام أن يؤثر على الجينات بطريقة غير مباشرة، حيث أن الطعام يمكن أن يغير نشاط الجينات دون أن يغيّر الشيفرة الوراثية نفسها. وهذا يفسر كيف أن ما تأكله الأم أثناء الحمل يمكن أن يؤثر على صحة الطفل مدى الحياة، كما أظهرت دراسات على أطفال وُلِدوا أثناء المجاعة في هولندا، حيث لاحظ العلماء تغييرات في صحة القلب والسكري عند هؤلاء الأطفال لاحقًا.
في محاولة لفهم كل هذه المركبات، أطلق العلماء مشروع Foodome، الذي يسعى إلى دراسة أكثر من 130 ألف مركب غذائي وربطها بما يحدث في الجسم من بروتينات وبكتيريا وأمراض. الهدف هو معرفة أي أنواع الطعام تحافظ على الصحة، وأيها قد تزيد من مخاطر المرض، ولماذا تعمل بعض الحميات مع بعض الناس ولا تعمل مع آخرين.
الرسالة الأساسية واضحة: طعامنا ليس مجرد سعرات حرارية أو فيتامينات، بل هو عالم كامل من المركبات الكيميائية، وفهم هذا "الغذاء الغامض" قد يغير طريقة تناولنا للطعام وصحتنا في المستقبل.
