دراسة تكشف حقيقة عدوانية الأخوات تجاه الإخوة
كشفت دراسة حديثة أن عدوانية الأخوات داخل الأسرة تكاد تساوي، وأحيانًا تتفوق على عدوانية الإخوة، في نزاعاتهم اليومية.
وشملت الدراسة، التي نُشرت في مجلة PNAS Nexus، أكثر من أربعة آلاف مشارك من 24 دولة، وكشفت أن النساء يُظهرن مستويات عدوانية قريبة جدًا من الرجال تجاه أشقائهن، سواء خلال مرحلة الطفولة أو في سن الرشد.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف ارتباطًا بين طول الإبهام وحجم الدماغ
أوضح الباحثون أن الرجال غالبًا ما يتصدرون المشهد في العنف المجتمعي، سواء من خلال معدلات الجريمة أو المشاجرات العامة، فيما تميل النساء إلى أن يكن ضحايا أكثر من كونهن معتديات.
لكن داخل نطاق الأسرة، تغيّر المعادلة ظهر بوضوح؛ إذ تبين أن الفتيات أكثر ميلاً لاستخدام أساليب متنوعة من العدوانية مع أشقائهن، سواء المباشرة مثل الصفع والدفع، أو غير المباشرة مثل الصراخ، نشر الشائعات، أو اللجوء للوالدين كسلطة مرجعية. ورغم أن الفوارق بين الجنسين لم تكن كبيرة، فإن ميل الإناث إلى استخدام هذه الأساليب كان ملحوظًا.
أسباب تفوق الأخوات في الصراعات
نتائج الدراسة فسّرت هذا السلوك بعدة عوامل، أبرزها أن النزاعات داخل المنزل تدور حول موارد مشتركة مثل الاهتمام، الطعام أو المساحة الشخصية. هذه البيئة تجعل العدوانية أقل خطورة مقارنة بالصراعات مع الغرباء، حيث يقل احتمال أن تؤدي المواجهة إلى أذى جسيم.
كما أن السياق الثقافي يلعب دورًا مهمًا، إذ تشير أبحاث سابقة إلى أن الأهل غالبًا ما يعاقبون الذكور على السلوك العدواني أكثر من الإناث، مما يمنح الفتيات مساحة أوسع للتعبير عن غضبهن.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف أثر التمارين الافتراضية على الصحة النفسية
اللافت في نتائج البحث أنها كانت متشابهة عبر مجتمعات متباينة، سواء في الدول الغنية أو النامية، أو في البيئات التقليدية والتقدمية، مما يشير إلى أن عدوانية الأخوات تجاه الإخوة ليست مسألة مرتبطة بثقافة محددة بل ظاهرة إنسانية عامة.
تؤكد الدراسة أن ما يُعرف بالغيرة الأخوية ليس مجرد مشاهد عابرة من الطفولة، بل جزء من ديناميات أسرية ثابتة. وتشير بيانات سابقة إلى أن ما بين 74 و90 في المئة من الأطفال يدخلون في شكل من أشكال العدوانية مع أشقائهم، وهو ما يجعل هذه الظاهرة شبه عالمية.
ويرى الباحثون أن فهم هذا السلوك قد يساعد الأهل على التعامل معه بصورة أكثر هدوءًا، بدل اعتباره مؤشرًا على خلل. فالصراعات بين الأشقاء، رغم إزعاجها، قد تكون ساحة طبيعية للتعلم الاجتماعي وتطوير مهارات التفاوض وضبط النفس.
