نجاح أول تجربة بشرية لحبة منع حمل ذكورية دون هرمونات (تفاصيل)
نجح باحثون أمريكيون في اختبار أولي يُعد نقطة تحوّل في تاريخ وسائل منع الحمل، إذ اجتازت حبّة ذكورية جديدة خالية من الهرمونات أول تجربة أمان على البشر، من دون أن تؤثر في الرغبة الجنسية أو المزاج أو الصحة العامة.
اقرأ أيضًا: قبل أن تمنحها لزوجتك.. ماذا تفعل حبوب منع الحمل بالمرأة؟
الحبّة، التي تحمل الاسم التجريبي YCT-529، طُوّرت في إطار تعاون ثلاثي بين كلية الصيدلة في جامعة مينيسوتا University of Minnesota، وجامعة كولومبيا Columbia University، وشركة YourChoice Therapeutics في سان فرانسيسكو. وقد صُمّمت خصيصًا لتعمل بطريقة مختلفة عن وسائل منع الحمل التقليدية، من خلال تعطيل مستقبلات فيتامين A الضرورية لإنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين، من دون المساس بمستوى هرمون التستوستيرون.
هل تنجح YCT-529 في منح الرجال وسيلة منع حمل فعالة وآمنة؟
وفقًا لموقع dailymail، شملت التجربة السريرية الأولى 16 رجلًا خضعوا جميعًا مسبقًا لعملية تعقيم (فازكتومي)، مما يعني أن الهدف لم يكن اختبار فاعلية الحبة في منع الحمل، بل تحليل آثارها الجانبية. وقد جرى توزيع المشاركين على جرعات مختلفة من YCT-529، ومراقبة أي تغيّرات قد تطرأ على معدل ضربات القلب، ووظائف الهرمونات، والمزاج، والرغبة الجنسية.
وجاءت النتائج مبشّرة للغاية، إذ لم تسجّل الدراسة أي أعراض جانبية ملحوظة، ما يعزز الأمل في تطوير خيار آمن وفعّال للرجال الذين يسعون إلى المساهمة في مسؤوليات منع الحمل.
وقد أكّدت نادجا مانوفيتز، كبيرة مسؤولي العلوم في شركة YourChoice Therapeutics، أن هذه التجربة "ترسّخ سجل الأمان القوي للحبّة"، وتُعد تمهيدًا للمرحلة التالية من التجارب، التي ستشمل تناول الحبّة لمدة 28 إلى 90 يومًا، مع تقييم معايير النطاف لدى المشاركين.
الحبّة الجديدة، التي وُصفت بأنها "حبّة الرجال"، قد تغيّر هذا الواقع، إذ أظهرت في التجارب على الفئران والرئيسيات قدرة هائلة على كبح إنتاج النطاف بنسبة فاقت %99، من دون تأثير في الخصوبة الدائمة.
ويؤكد الخبراء أن تطوير وسيلة ذكورية فعالة وخالية من الهرمونات سيمثل نقلة نوعية في مجال الصحة الإنجابية، ويفتح الباب أمام مشاركة أكثر إنصافًا بين الجنسين في قرارات تنظيم الأسرة. ووفقًا للدكتورة ستيفاني بايج من جامعة واشنطن، فإن "العالم بحاجة ماسة إلى وسائل ذكورية قابلة للعكس، وهذه الحبة قد تكون الجواب".
ينتظر الباحثون الآن الموافقة على بدء تجارب أوسع، ستركّز على فاعلية الحبة في منع إنتاج النطاف لدى الرجال الذين لم يخضعوا لعمليات تعقيم. وفي حال نجحت تلك المرحلة، فقد نكون أمام أول منتج دوائي من نوعه متاح تجاريًا خلال سنوات قليلة.
