كل ما تريد معرفته عن عملية قطع القناة المنوية لمنع الحمل

من الصعب الوصول إلى طريقة تمنع الحمل بنسبة 100%، لكن ماذا إن قطعنا الطريق على الحيوانات المنوية ومنعنا مسارها الطبيعي دون مساس بالإنتاج الطبيعي لها لدى الرجل؟

هذا ما يحدث في عملية قطع القناة المنوية؛ إذ تمنع وصول الحيوانات المنوية إلى مجراها الطبيعي، بما يمنع الإنجاب لاحقًا، بنسبة نجاح تصل إلى 99.7%، لكن أليس لهذه العملية آثار جانبية؟ وهل يمكن إعادة إيصال القناة المنوية حال الرغبة في الإنجاب أم أنّه طريق بلا عودة؟

عملية قطع القناة المنوية

عملية قطع القناة المنوية "Vasectomy"، هي عملية تهدف إلى منع الحمل من خلال غلق نهايات القناة المنوية (الأسهر)، التي تحمل الحيوانات المنوية إلى الإحليل، بما يمنع اختلاط الحيوانات المنوية بالسائل المنوي، ومِنْ ثمّ منع الإنجاب.

وحسب دراسة منشورة عام 2025 في دورية "International Journal of Impotence Research"، تبلغ نسبة نجاح عملية قطع القناة المنوية في منع الحمل، نحو 99.7%.

هل يتوقّف إنتاج الحيوانات المنوية بعد قطع القناة المنوية؟

كلّا، لا يتوقف إنتاج الحيوانات المنوية، بل تستمر الخصيتان في إنتاج الحيوانات المنوية، وعندما تموت خلايا الحيوانات المنوية، فإنّها تتفكك ويمتصها الجسم، كما يتعامل مع أي خلية تموت ويستبدلها كل يوم.

وعملية قطع القناة المنوية لا تُؤثِّر في الرغبة الجنسية ولا القدرة على الانتصاب ولا القدرة على القذف، إذ تمنع فقط وصول الحيوانات المنوية إلى القضيب.

هل عملية قطع القناة المنوية فعالة بنسبة 100%؟

فشل عمليةٍ مثل قطع القناة المنوية نادر للغاية؛ إذ إنها تقطع الطريق الطبيعي للحيوانات المنوية، ومع ذلك ففي بعض الحالات النادرة، قد تمرّ بعض الحيوانات المنوية وتعبر الأطراف المنفصلة للقناة المنوية.

يدلُّ على ذلك دراسة نشرت عام 2016، نُشِرت في "مجلة جمعية المسالك البولية الكندية"؛ إذ بيّنت أنّ هناك فرصة أكبر لوجود الحيوانات المنوية في السائل المنوي بعد 3 - 6 أشهر من قطع القناة المنوية، بنسبة تتراوح بين 0.3 - 9%.

لكن بعد تلك الفترة، ينخفض معدل الفشل إلى أقل من 1%، وهذا المُعدّل أقل من أي شكلٍ آخر من أشكال منع الحمل، حسب "Cleveland Clinic".

اقرأ أيضًا:حمية الخصوبة.. نظام غذائي مُخصّص لتعزيز فرص الحمل والإنجاب

كيف تُجرى عملية قطع القناة المنوية؟

ثمّة طريقتان لإجراء عملية قطع القناة المنوية، وهي عملية صغيرة يُجرِيها أطباء المسالك البولية بإحدى الطرق الآتية:

1. عملية القناة المنوية التقليدية:

• يُنشِئ الجرّاح جروحًا صغيرة في كيس الصفن للوصول إلى القناة المنوية.
• يزيل قطعة صغيرة من القناة المنوية، مع ترك مساحة صغيرة بين الطرفين.
• قد يقوم بربط طرفي الأنبوب معًا أو إضافة نسيج بينهما، لمنع مرور الحيوانات المنوية إلى القضيب.
• يخيط الجراح الجروح الصغيرة في كيس الصفن معًا بغرز قابلة للذوبان، وفي بعض الحالات، قد يُسمَح للجروح بالشفاء من تلقاء نفسها.

2. عملية القناة المنوية دون مشرط:

• نعم لا تتضمّن أي قطع بالمشرط، لكن يقوم الجرّاح بعمل ثقوب صغيرة بدلًا من ذلك.
• يستشعر الجرّاح القناة المنوية، ثُمّ يثبّتها في مكانها باستخدام المشبك، ثُمّ يقوم بعمل ثقب أو ثقوب صغيرة في كيس الصفن، حتى يتمكّنوا من إخراج الأنبوب ثُمّ قطعه أو ربطه.
• يُعِيد الجرّاح القناة المنوية بعد ذلك إلى مكانها.

كم تستغرق عملية قطع القناة المنوية؟

عملية قطع القناة المنوية سريعة، لا تستغرق سوى 15 دقيقة، وربّما أقل من ذلك في بعض الأحيان، حسب "Cleveland Clinic".

الآثار الجانبية لعملية قطع القناة المنوية

لا يخلو إجراء جراحي من بعض الآثار الجانبية، التي قد تظهر في غضون ساعات أو أيام، وفي بعض الأحيان قد تظهر متأخرًا، وإن كانت نادرة، وتضمّ تلك الآثار الجانبية، حسب "Healthline":

- آثار جانبية قصيرة الأمد:

قد تظهر في غضون ساعاتٍ أو أيامٍ من إجراء العملية:

1. الألم وعدم الراحة

رغم قِصر مُدة العملية، فقد تشعر ببعض الانزعاج والألم بعد إجرائها، وفي تلك الحالة قد يصف الطبيب بعض المسكنات، مثل الإيبوبروفين، بالإضافة إلى ارتداء ملابس داخلية داعمة ترفع الخصيتين.

اقرأ أيضًا:حقن منع الحمل للرجال.. وسيلة فعالة لا تخلو من السلبيات

2. تغيّر اللون والتورُّم

من المتوقّع أيضًا حدوث بعض الكدمات والتورّم في كيس الصفن بعد العملية، وهذا لا يستدعي القلق؛ إذ سرعان ما يزول ذلك، وقد يوصِي الطبيب بوضع كيس من الثلج مُغطّى بقطعة قماشٍ على كيس الصفن على فترات تتراوح من 10 - 15 دقيقة.

3. النزيف

أيضًا قد يحدث نزيف في بعض الأحيان من موضع الجراحة أو تجمُّع دموي، لكن عادةً ما يختفي النزيف من تلقاء نفسه بعد العملية، وإذا استمرّ يجب استشارة الطبيب.

4. عدوى في موضع الجرح

العدوى من الآثار الجانبية المحتملة لأي إجراء جراحي، لكن يتخذ الطبيب بعض التدابير لتقليل فرص الإصابة بالعدوى، لكن حال وقوعها، تُوصَف بعض المضادات الحيوية للتغلب على العدوى.

الآثار الجانبية طويلة الأمد:

أمّا الآثار الجانبية طويلة الأمد، فليست شائعة، لكنّها قد تضمُّ:

1. الألم والانزعاج

أفاد بعض من أُجريت لهم عملية قطع القناة المنوية، الشُعور بألمٍ مُزمن في كيس الصفن، وهذا الألم قد يكون خفيفًا ومؤلمًا باستمرار أو حادًا مزعجًا.

اقرأ أيضًا:من رحم الأنبوب.. هل ينجح الطب في استنساخ خصوبة الرجل؟

2. ورم حُبيبي ناتج عن الحيوانات المنوية

هي كتلة من الحيوانات المنوية، قد تُسبِّب نتوءات أو كيسات صغيرة، يتراوح حجمها بين 1 ملليمتر إلى 1 سنتيمتر، ولا تُسبِّب عادةً أي أعراض، ومع ذلك قد يشعر بعض الناس بألمٍ في المنطقة المُصابة.

3. ناسور بين القناة المنوية وأحد الأوردة المجاوِرة

في حالات نادرة، قد تلتصق العديد من الأوعية الدموية بالقناة المنوية، وتتعرّض للإصابة في أثناء العملية، مما قد يؤدي إلى تجمع الدم ونشوء ناسور أو اتّصال غير طبيعي بين القناة المنوية والأوعية الدموية القريبة.

فترة التعافي بعد قطع القناة المنوية

يتعافى أغلب الناس بعد عملية قطع القناة المنوية تمامًا في غضون 8 - 9 أيام، وحسب "Cleveland Clinic" يمكن استئناف العديد من الأنشطة اليومية المُعتادة في غضون 2 - 3 أيام بعد العملية.

كما يُنصَح بتجنُّب التمارين الشاقة، مثل رفع الأثقال أو الرياضات التي تتطلّب احتكاكًا جسديًا أو الفنون القتالية، لمدة شهرٍ على الأقل.

هل يمكن إعادة إيصال القناة المنوية مجددًا؟

نعم، بالطبع يمكن إعادة إيصال القناة المنوية مجددًا إن رغبت في الإنجاب؛ إذ يعِيد الطبيب توصيل أطراف القناة المنوية، لكن تتوقّف نسبة نجاح هذا الإجراء على الفترة الزمنية التي مرّت منذ إجراء عملية قطع القناة المنوية.

وعمومًا تتراوح نسبة نجاح عودة الحيوانات المنوية إلى السائل المنوي في القذف بين 60 - 95%، ومن الممكن أن يحدث الحمل في أكثر من 50% من الحالات بعد إعادة توصيل القناة المنوية، حسب "Cleveland Clinic".

ومع ذلك، تبدأ معدلات نجاح عودة الحيوانات المنوية في السائل المنوي، في الانخفاض بعد مرور 15 عامًا من إجراء عملية قطع القناة المنوية.