3 أشهر بعد الشفاء.. أعراض ذهنية تُلازم الناجين من كوفيد-19
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Psychiatric Research أن العديد من المصابين بفيروس كورونا المستجد – ممن خضعوا للعلاج في المستشفى دون الحاجة للعناية المركزة – يعانون ضعفًا واضحًا في التركيز والانتباه حتى بعد مرور 3 أشهر من التعافي. الدراسة التي قادها باحثون في الجامعة الفدرالية لولاية ريو دي جانيرو في البرازيل، وبمشاركة مؤسسات بحثية من الولايات المتحدة وهولندا، اعتمدت على اختبار "الانتباه البصري المستمر" CVAT، وهو أداة إلكترونية دقيقة لقياس 4 جوانب من الانتباه: التركيز، وكبح الاستجابات، وسرعة التفاعل، والثبات الذهني.
وقد تبيّن أن %77 من المرضى أظهروا ضعفًا في أحد هذه الجوانب على الأقل لحظة الخروج من المستشفى، فيما استمر الخلل لدى %40 منهم بعد مرور 3 أشهر، مقارنة بنسبة منخفضة جدًا في مجموعة من الأصحاء.
أعراض بعد الشفاء من كوفيد-19
ضمّت العينة 40 مريضًا بكوفيد-19 و36 شخصًا سليمًا، أُخضعوا جميعًا لاختبار CVAT عند الخروج من المستشفى ثم بعد 3 أشهر. الاختبار، الذي يستغرق 90 ثانية، يُستخدم عادة لقياس قدرة الأشخاص على القيادة، ويُعد مثاليًا في تقييم الاستجابة الذهنية في ظروف حقيقية.
النتائج أظهرت أن مرضى كوفيد-19 قدموا أداءً أضعف في ثلاثة مؤشرات رئيسية: بطء التفاعل، وتفاوت زمن الاستجابة، وارتفاع عدد الأخطاء الناتجة عن ضعف التركيز. بينما لم تختلف نتائجهم كثيرًا في جانب كبح الاستجابة، ما يعني أن المشكلة لا تتعلق بالاندفاع بل بضعف في الانتباه الذهني. وعلى الرغم من بعض التحسن بعد 3 أشهر، فإن الأداء لم يصل إلى مستوى الأصحاء، ما يرجّح وجود أثر طويل الأمد.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تعيد رسم خريطة الدوبامين في الدماغ
ضعف التركيز بعد كورونا
أبرز ما حذّرت منه الدراسة هو خطورة هذه الاضطرابات الخفية في التركيز على المهام اليومية الحساسة مثل القيادة واتخاذ القرارات السريعة وتشغيل المعدات. وقد أشار الباحثون إلى ضرورة الحذر قبل السماح للمتعافين بالعودة لهذه المهام، إذ إن ضعف الانتباه قد لا يكون ظاهرًا لكنه مؤثر بشدة على السلامة العامة.
كما لفت الفريق البحثي إلى أن استخدام أدوات تشخيص سريعة مثل CVAT قد يساعد الأطباء في اكتشاف هذه الحالات وتقديم الدعم المناسب، سواء عبر المراقبة أو إعادة التأهيل الذهني، مؤكدين أن التقييم العقلي ينبغي أن يصبح جزءًا من خطة التعافي الكاملة بعد الإصابة بكوفيد-19.
