هل يقودنا الصيام المتقطّع لعلاج الاكتئاب؟ دراسة تكشف
في دراسة جديدة نُشرت بمجلة Neurobiology of Disease، كشف باحثون صينيون أن الصيام المتقطّع قد يساهم في تخفيف أعراض الاكتئاب عبر التأثير على مستقبلات الدوبامين D1 في الدماغ، وهي المستقبلات المرتبطة مباشرة بتنظيم المزاج والتحفيز.
أُجريت الدراسة بقيادة جينجينغ بياو (Jingjing Piao) من مستشفى جامعة "جيلين" الثاني في الصين، وشملت استخدام نموذج فئران خضعت لنمط "الضغط الخفيف العشوائي المزمن" (CUMS)، والذي يُستخدم لمحاكاة ظروف الاكتئاب المزمن لدى البشر. تعرضت الفئران لمجموعة من الضغوط غير المتوقعة، منها الصدمات الكهربائية الخفيفة، والحرمان من الماء، والضغط على الذيل، على مدار عدة أسابيع.
اقرأ أيضًا: هل يمكن للصيام المتقطع أن يحسّن الأداء الجنسي؟ دراسة على الفئران تُجيب
بعد انتهاء فترة التعريض للضغوط، تم تقسيم الفئران إلى مجموعات: إحداها خضعت لنظام صيام متقطّع يعتمد التناوب بين 24 ساعة من الطعام و24 ساعة من الصيام، وأخرى تلقت مضاد الاكتئاب المعروف "فلوكسيتين"، وثالثة خضعت لصيام جزئي لمدة 9 ساعات فقط.
تجربة الصيام المتقطّع: تحسّن سلوكي ملحوظ
النتائج كانت لافتة: الفئران التي اتبعت نظام الصيام المتقطّع أظهرت سلوكًا أكثر انفتاحًا على الأنشطة الممتعة مثل شرب محلول السكر، ما يُعد مؤشرًا على انخفاض أعراض "فقدان اللذة"، أحد أبرز ملامح الاكتئاب. كما أظهرت تراجعًا في السلوكيات المرتبطة باليأس، ما يعكس قدرة أعلى على مقاومة الضغط النفسي.
تحليل نشاط الدماغ أظهر تزايدًا في تفعيل الخلايا العصبية داخل قشرة الفص الجبهي الإنسي (mPFC)، وهي منطقة مركزية في تنظيم المشاعر. الأهم أن الدراسة كشفت عن تنشيط مسار كيميائي محدد يُعرف باسم Drd1-cAMP-PKA-DARPP-32-CREB-BDNF، وهو المسار المرتبط بمستقبلات الدوبامين D1. وعندما أُعطي للفئران دواء يثبّط هذا المستقبل، اختفت التأثيرات الإيجابية للصيام، ما يؤكد العلاقة المباشرة بين التحسن السلوكي وهذا المسار العصبي.
اقرأ أيضاً الصيام المتقطع: هل هو حقًا فعّال لفقدان الوزن؟ دراسة تكشف
واستخدم الباحثون تقنية الأوبتوجينيتكس (التحكم بالضوء لتنشيط الخلايا العصبية) لتأكيد النتائج؛ حيث تكررت التأثيرات الإيجابية عند تفعيل الخلايا العصبية الخاصة بمستقبلات D1، فيما اختفت عند تثبيطها.
