دراسة جديدة تشرح تفوق النساء في تحلل الدهون مقارنة بالرجال
كشفت دراسة جديدة نُشرت في الجمعية الأوروبية لدراسة السمنة عن سبب قدرة النساء على التعامل مع الدهون بشكل أكثر كفاءة من الرجال، موضحةً عملية التحلل الدهني (الليبوليسيس)، وهي العملية التي يتم خلالها تكسير الدهون الثلاثية المخزنة في خلايا الدهون لإنتاج الأحماض الدهنية الحرة والجليسرول، اللذين يمكن استخدامهما كطاقة أثناء التمرين أو بين الوجبات.
يقول البروفيسور بيتر أرنر من معهد كارولينسكا في ستوكهولم، السويد: "تحلل الدهون من خلال الليبولييسيس أمر أساسي لتحقيق التوازن الطاقي، ويعتقد أن القيام بذلك بشكل فعال قد يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع 2 وغيره من المضاعفات الأيضية المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة".
تُظهر الدراسة أن عملية التحلل الدهني أكثر فعالية في النساء مقارنة بالرجال، وهو ما قد يكون أحد الأسباب التي تجعل النساء أقل عرضة للإصابة بالمضاعفات الأيضية، رغم امتلاكهن نسبة أعلى من الدهون في الجسم.
دور الهرمونات في عملية تحلل الدهون
تلعب الهرمونات المعروفة بالكاتيكولامينات دورًا مهمًا في تحفيز وتنظيم مراحل عملية التحلل الدهني؛ فعند زيادة مستويات هذه الهرمونات، نتيجة للتوتر النفسي أو أثناء ممارسة الرياضة على سبيل المثال، يتم تنشيط التحلل الدهني بشكل أقوى لدى النساء مقارنة بالرجال.
يمكن أن يساهم فهم كيفية حدوث هذه العملية في فتح الطريق لتطوير أدوية وعلاجات جديدة تهدف إلى تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 لدى الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
اقرأ أيضًا:دراسة تحذر من أجهزة تتبع اللياقة البدنية.. فما الأسباب؟
نتائج البحث حول تحلل الدهون في النساء والرجال
للتوصل إلى هذه النتائج، قام البروفيسور أرنر والدكتور دانيال بي. أندرسون من مستشفى كارولينسكا الجامعي في هودينغ، ستوكهولم، بقياس عملية تحلل الدهون في خلايا الدهون تحت الجلد من 774 امرأة و298 رجلًا بالغًا؛ تم تحضين الخلايا بشكل منفرد أو مع تركيزات متزايدة من عدة كاتيكولامينات معروفة تؤثر في مراحل مختلفة من عملية التحلل الدهني، وقد تم قياس مستوى التحلل بناءً على كمية الجليسرول الذي تم إطلاقه.
أظهرت الدراسة أن خلايا الدهون لدى النساء كانت أقل حساسية للكاتيكولامينات مقارنةً بتلك الموجودة في الرجال، مما يعني أن تركيزات أعلى من الكاتيكولامينات كانت مطلوبة لتنشيط وتنظيم التحلل الدهني لدى النساء؛ ومع ذلك، عندما تم تنشيط التحلل الدهني، حدث بمعدل أسرع في خلايا النساء مقارنةً بتلك الخاصة بالرجال.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير البطيخ على خصوبة الرجل
الآثار المترتبة على الصحة الأيضية
يشير البروفيسور أرنر إلى أن التمرين يمكن أن يعزز تنشيط التحلل الدهني لدى الرجال، مما يوفر وسيلة محتملة لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وغيره من الحالات الأيضية؛ يقول: "من المعروف أن التمرين يسهل تنشيط التحلل الدهني بواسطة الكاتيكولامينات، وبالتالي قد يتمكن الرجال من زيادة حماية أنفسهم ضد مرض السكري من النوع 2 والحالات الأيضية الأخرى من خلال زيادة نشاطهم البدني".
على المدى الطويل، يمكن أن تساعد هذه النتائج في تطوير أدوية تهدف إلى تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 لدى الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
