بحث جديد يربط العضلات بصحة الدماغ: فهل تمنع تمارين القوة الخرف؟
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة GeroScience، أن رفع الأوزان يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في حماية الدماغ من التدهور المرتبط بالتقدم في العمر.
وشملت الدراسة 44 مشاركًا من كبار السن، بعضهم مارس تمارين المقاومة بانتظام، بينما لم يمارس الآخرون أي نشاط بدني، وركّز الباحثون على فحص مناطق حيوية في الدماغ مثل الحُصين، المرتبطة بالذاكرة والتفكير الذاتي، لمعرفة تأثير التمارين عليها.
وبعد نصف عام من الالتزام بتمارين القوة، أظهرت الفحوصات أن الأشخاص الذين مارسوا هذه التمارين سجلوا تحسنًا في وظائف الدماغ، بما في ذلك تقوية المادة البيضاء، وتعزيز الذاكرة اللفظية العرضية، وزيادة متانة الخلايا العصبية.
والأهم من ذلك، أن بعض المشاركين الذين شُخّصوا سابقًا بضعف إدراكي بسيط، لم يعودوا يُظهرون هذه العلامات بعد انتهاء فترة التدريب.
ما الذي يجعل تمارين المقاومة فعالة للدماغ؟
يشير الباحثون إلى أن تمارين رفع الأوزان تؤثر إيجابيًا على حساسية الإنسولين، وتقلل من الالتهابات، وتزيد من مستويات بروتين BDNF المسؤول عن نمو الخلايا العصبية واستمرارها في الدماغ.
كما ترفع التمارين هرمون "إيريسين"، الذي يعزز مرونة الدماغ، وهذه العوامل مجتمعة تساعد في مقاومة التغيرات العصبية المرتبطة بالخرف.
اقرأ أيضًا: كيفية استخدام كيتل بيل في تمرين روجان الجديد: أسلوب آمن وفعال
وتشير الدراسات إلى أن هناك علاقة مباشرة بين قوة العضلات وصحة الدماغ، فكلما زادت القوة العضلية، انخفض خطر الإصابة بالخرف، وارتفعت كفاءة الأداء الإدراكي.
هذا الربط يُعزز الفكرة القائلة بأن تدريب العضلات ليس فقط لأجل اللياقة البدنية، بل أنه استثمار طويل الأمد في صحة الدماغ أيضًا.
ورغم أن الدراسة كانت محدودة من حيث عدد المشاركين، إلا أنها تعزز أدلة سابقة تشيد بفوائد تمارين المقاومة.
فيما ينصح الباحثون ببدء برنامج بسيط يستهدف مجموعات العضلات الأساسية مرتين أسبوعيًا، مع ترك فترات راحة كافية، والفكرة ليست في رفع أوزان ثقيلة، بل في الاستمرارية والتدرج، حيث إن التدريب المنتظم قد يكون درعًا وقائيًا حقيقيًا ضد الخرف.
