كم تحتاج لتُصبح غنياً؟ المليارديرات يجيبون
كشف رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أن الغنى لا يرتبط بعدد الأصفار في الحساب البنكي، بل بالقدرة على تلبية الاحتياجات والرغبات بسهولة. وقال: "إن الثراء هو عندما يستطيع الإنسان الإنفاق على عائلته والاستمتاع بحياته دون قلق". وأضاف أن "امتلاك 100 مليون دولار أو مليار دولار لا يُحدث فرقاً حقيقياً، إذا كانت الثروة تفي بجميع المتطلبات".
وأشار ساويرس إلى أن المال يجب أن يتحول من غاية يسعى إليها الإنسان إلى وسيلة للحياة الكريمة، لافتاً إلى أن مؤشر الغنى الحقيقي هو الراحة والأمان المالي وليس حجم الثروة المجردة.
أما شقيقه سميح ساويرس، فلفت إلى أن الإحساس بالثراء يتطور مع مرور الوقت، موضحاً أن الملياردير يمر بمراحل تبدأ بالبحث عن تراكم المال، وتنتهي بقناعة أن السعادة لا تُشترى، موضحاً أنه توصّل إلى هذا الإدراك بعد تجاوز ثروته 100 مليون دولار.
تعريف بافيت للثراء
من جانبه، قدّم المستثمر الأمريكي المعروف وارن بافيت تعريفاً عملياً لمفهوم الغنى، قائلاً: "إذا لم تجد وسيلة لكسب المال وأنت نائم، فستضطر للعمل حتى نهاية حياتك"، مشدداً على أهمية الاستثمار الذكي الذي يولّد دخلاً مستداماً دون جهد متواصل.
في المقابل، عبّر الرئيس الأمريكي والملياردير دونالد ترامب عن وجهة نظر مختلفة، إذ يرى أن النجاح لا يعني الاستمرار في الكفاح بلا توقف، بل معرفة متى تكتفي وتنقل طاقتك إلى ما هو أكثر إنتاجية، قائلاً إن "الثراء يعني السيطرة على قراراتك وتوجيه حياتك كما تريد".
أما من وجهة نظر أكاديمية، أوضحت الباحثة إينغريد روبيينز من مركز "Stone Center" أن الثراء لا يعني التكديس المفرط للأموال، بل القدرة على تلبية الاحتياجات والاستثمار للمستقبل، مؤكدة أن ما يفوق ذلك يعد تراكماً غير ضروري.
وأظهر استطلاع أجرته شركة تشارلز شواب أن معظم الأمريكيين يشعرون بالثراء عندما تبلغ أصولهم نحو 2.3 مليون دولار، لكنهم يحتاجون إلى مضاعفة هذا الرقم للشعور بالاكتفاء الحقيقي، مشيرة إلى أن الشعور بالغنى يرتبط أكثر بالقيمة النفسية والأمان المالي لا بالأرقام فقط.
تعود فكرة تعريف الغنى إلى مفاهيم فلسفية قديمة تناولها كتاب "أغنى رجل في بابل"، مؤكدًا أن الثراء ليس رقماً بقدر ما هو سلوك يعتمد على الادخار والاستثمار والتفكير المنظم في إدارة المال.
