وارن بافيت يودع منصبه بعد 60 عامًا لكنه يرفض فكرة التقاعد
أعلن المستثمر الأسطوري وارن بافيت استقالته من منصب المدير التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي" (Berkshire Hathaway)، بعد مسيرة دامت نحو ستة عقود، فيما أكد أنه سيستمر في مهامه كرئيس لمجلس الإدارة لدعم مرحلة الانتقال إلى القيادة الجديدة.
ويغادر بافيت منصبه التنفيذي في وقتٍ يستعد فيه لتسليم إدارة الشركة إلى غريغ آيبل، الذي يُتوقع أن يقود الشركة خلال المرحلة المقبلة. ومع ذلك، أوضح بافيت أنه لن يبتعد عن الشركة التي وصفها بأنها "جزء من حياته"، مؤكداً أنه لا يفكر في التقاعد وأنه سيظل "متواجداً ومفيداً" لخليفته.
وفي تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال، قال بافيت: "لن أجلس في المنزل لأشاهد المسلسلات. لا يزال لدي الشغف نفسه، وأشعر أن بإمكاني الإسهام في النجاح المستقبلي للشركة".
وأضاف: "ما زلت أذهب إلى المكتب خمسة أيام في الأسبوع، أعمل مع الفريق نفسه، وأجد متعة حقيقية في ذلك".
مسيرة وارن بافيت
منذ توليه إدارة بيركشاير عام 1965، قاد بافيت الشركة لتحولها من مصنع نسيج متعثر إلى واحدة من أقوى المجموعات الاستثمارية في العالم، تضم شركات بارزة مثل "جيكو" و"نت جتس"، إضافة إلى استثمارات ضخمة في شركات عالمية مثل كوكاكولا. وتبلغ القيمة السوقية للشركة اليوم مئات المليارات من الدولارات.
على مدار مسيرته، عُرف بافيت بأسلوبه الاستثماري القائم على القيمة طويلة الأجل وفلسفته البسيطة في المال والأعمال، كما اشتهر بتصريحاته الطريفة حول العمل والحياة، إذ قال يومًا ساخرًا: "سأتقاعد بعد 5 إلى 10 سنوات من وفاتي."
أكد بافيت أنه لا يزال يمارس عمله من مقر الشركة في مدينة أوماها، ويشارك في مناقشة الصفقات والأفكار الاستثمارية الجديدة، مشيراً إلى أنه يعمل بنفس الحماس منذ أكثر من ستين عاماً.
كتب بافيت في إحدى رسائله القديمة قائلاً: "بيركشاير حبي الأول، ولن يتغير ذلك"، مؤكداً أن شغفه بالعمل والاستثمار هو الذي يمنحه طاقة الاستمرار رغم التقدم في العمر. وأضاف في عام 1996 قائلاً إن التقاعد بالنسبة له فكرة "لا يمكن تصورها"، وأن الموت فقط قد يأتي بعدها في الترتيب.
وبينما يختتم وارن بافيت مسيرته الرسمية في الإدارة التنفيذية، فإن إشرافه المستمر على بيركشاير يؤكد أن "إمبراطور أوماها" لا يزال أحد أبرز العقول الاستثمارية في التاريخ الحديث، وأن فلسفته في الاستثمار والعمل ستستمر في إلهام الأجيال المقبلة.
