القيمة في الوقت لا الرفاهية.. قصة فلسفة وارن بافيت مع السيارات
كشف تقرير نشرته The Economic Times أن الملياردير الأمريكي وارن بافيت، رئيس مجلس إدارة شركة بيركشاير هاثاواي، وأحد أكثر المستثمرين تأثيرًا في العالم، ما زال يقود سيارته كاديلاك XTS موديل 2014 حتى اليوم، رغم بلوغه 94 عامًا.
هذه الخطوة ليست مجرد سلوك عابر، بل تعكس فلسفة وارن بافيت مع السيارات التي تضع القيمة العملية والوقت فوق أي مظاهر للترف.
فرغم قدرته على اقتناء أفخم السيارات في العالم، يختار بافيت الاحتفاظ بسيارته القديمة لأنها ببساطة تفي بالغرض ولا يرى سببًا وجيهًا لتغييرها.
فلسفة الوقت والعملية قبل الرفاهية
يعترف بافيت بأن السبب الرئيس وراء تمسكه بسيارته القديمة هو اعتباره أن الوقت أهم مورد في حياته. فقد أوضح في تصريحات سابقة: "إذا كان بإمكاني كتابة شيك في 30 ثانية والحصول على سيارة أحدث مع نفس وضعي الحالي، لفعلت ذلك فورًا، لكنني لا أرى فائدة من إهدار نصف يوم كامل في شراء سيارة جديدة".
هذه الرؤية تكشف بوضوح عن فلسفة وارن بافيت مع السيارات، حيث يرى أن البحث عن سيارة جديدة يمثل تكلفة زمنية ونفسية لا تستحق العناء، خصوصًا إذا كانت السيارة الحالية تؤدي وظيفتها بأمان وكفاءة. بالنسبة له، المظهر الخارجي أو الموديل الجديد لا يساوي شيئًا أمام راحة البال وتوفير الوقت.
اقرأ أيضًا: رولز-رويس كالينان كوزموس.. سيارة فريدة مستوحاة من الفضاء (فيديو)
قصة شراء السيارة ورسالة الامتنان
الأمر اللافت أن سيارة بافيت الحالية لم يشترها بنفسه، بل قامت ابنته سوزي بافيت بشرائها من وكالة كاديلاك في أوماها، متنكرة كزبونة عادية.
وبعد إتمام الصفقة، كتب بافيت رسالة شكر إلى الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز ماري بارا، مشيدًا بنزاهة الوكيل الذي لم يتعرف على هوية العائلة أثناء الشراء.
وتشير الدراسات في الولايات المتحدة إلى أن المستهلك العادي يقضي ما بين 12 و14 ساعة في البحث عن سيارة جديدة، بينما اختصر بافيت هذه المهمة وفوض ابنته، مجسدًا بذلك فلسفته في تفويض ما يراه مضيعة للوقت.
وحتى اليوم، يؤكد الملياردير المخضرم أنه "سعيد تمامًا بالسيارة"، ليجعل من فلسفة وارن بافيت مع السيارات نموذجًا عمليًا لطريقته في الاستثمار: شراء أصل جيد، الاحتفاظ به طويلًا، وتجنب الهدر في التكاليف والوقت.
