دراسة حديثة تكشف إمكانات علاجية لعشبة شهيرة ضد التهاب المفاصل
كشفت دراسة علمية جديدة أجراها فريق من الباحثين في البرازيل، عن اكتشاف طبي واعد قد يمهّد الطريق لعلاج طبيعي فعّال لمرض التهاب المفاصل، الذي يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم.
وأظهرت نتائج التجارب أن عشبة قديمة تُعرف علميًا باسم Alternanthera Littoralis، والمعروفة شعبيًا باسم "رداء يوسف"، تمتلك خصائص قوية لتخفيف الألم وتقليل الالتهابات المصاحبة للمرض.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Journal of Ethnopharmacology، المتخصصة في علم الأدوية المستمد من النباتات، فإن فريق الباحثين من الجامعة الفيدرالية في غراندي دورادوس، أجرى تجارب أولية دقيقة لبحث فاعلية المركبات النباتية المستخلصة من عشبة "رداء يوسف" في تخفيف أعراض التهاب المفاصل وتقليل الالتهابات المرتبطة به.
وأظهرت النتائج أن العشبة ساهمت في تقليل التورم وتحسين حركة المفاصل، كما ساعدت على تخفيف الألم الناتج عن احتكاك العظام، وأظهرت العينات المخبرية انخفاضًا ملحوظًا في مؤشرات الالتهاب داخل أنسجة المفاصل.
وبيّنت التحاليل أن المركبات الحيوية المستخلصة من النبات تتمتع بخصائص مضادة للأكسدة، ما يساهم في حماية أنسجة العظام والمفاصل من التلف.
وقال الباحثون في بيانهم: "أظهرت نتائجنا أن عشبة Alternanthera Littoralis تمتلك تأثيرات مسكنة ومضادة للالتهاب ومضادة لالتهاب المفاصل، مما يعزز من استخدامها التقليدي في الطب الشعبي ويفتح الطريق أمام تطوير علاج عشبي آمن ومستدام".
ما هو التهاب المفاصل؟
يُعدّ التهاب المفاصل التنكسي أكثر أشكال المرض انتشارًا حول العالم، إذ ينتج عن تآكل الغضروف الذي يغطي أطراف العظام مع مرور الوقت، مما يسبب احتكاكًا مباشرًا بين العظام ويؤدي إلى ألم وتيبس في المفاصل وصعوبة في الحركة، وتُعد الركبة أكثر المناطق تعرضًا للإصابة.
وتشير التقديرات إلى أن ثلث المصابين بهشاشة العظام يعانون من ألم مزمن يومي، بينما تظل الخيارات العلاجية الحالية محدودة، إذ تساعد التمارين والعلاج الطبيعي وضبط الوزن على تقليل الأعراض، لكنها غالبًا لا تكفي لمواجهة الألم الشديد.
وفي المقابل، فإن مسكنات الألم التقليدية لا تحقق الفعالية المطلوبة إلا لفترات قصيرة، كما أنها قد ترتبط بآثار جانبية عند الاستخدام الطويل.
ورغم النتائج المشجعة، أكد العلماء أن هذه التجارب أجريت على نماذج حيوانية فقط، وأن هناك حاجة ماسة لإجراء تجارب سريرية على البشر للتأكد من سلامة العشبة وفاعليتها، ولتحديد المكونات المسؤولة عن التأثير الطبي بدقة.
وأوضح الفريق أن تحديد هذه المركبات النشطة وفهم آلية عملها الجزيئية، يتطلب أبحاثًا إضافية معمّقة قبل اعتمادها كعلاج رسمي.
كما حذّر الخبراء من ضرورة إجراء تقييمات دقيقة للسلامة السميّة لأي مركّب عشبي قبل استخدامه في العلاج البشري، لضمان توافقه مع معايير الأمان الدوائي العالمية.
